بعد جهود مضنية، قضاها مجموعة من النزلاء في مركز الإصلاح والتأهيل الرئيسي غرب مدينة غزة، استغرقت سبعة أشهر في نسخ القرآن الكريم يدويًا حسب قواعد الرسم العثماني، وبرعاية وتعاونٍ مشترك بين وزارة الداخلية بغزة، وجمعية دار القرآن الكريم والسنة.

"فلسطين الآن"، شاركت في حفل اختتام المشروع، والذي عقد في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، بحضور رسميّ من وزارة الداخلية، وممثلي جمعية دار القرآن بغزة، وأهالي النزلاء.

 ويُشرف قسم القراءات والسند، التابع لجمعية دار القرآن الكريم والسنة، على المشروع، من خلال إشراف مجموعة من المختصين الحاصلين على دورات علمية مُتقدمة في كيفية الرسم العثماني، وعقد سلسلة من دورات أحكام التلاوة والتجويد لهؤلاء النزلاء.

وأكد توفيق أبو نعيم، وكيل وزارة الداخلية بغزة، خلال كلمته، أن وزارته تنفذ هذه المشاريع داخل مراكز التأهيل والإصلاح، كي لا تترك النزلاء وحدهم؛ و"أن ليس من أخلاق وزارة الداخلية ترك الجثث الساقطة في الميدان".

وحمّل أبو نعيم، الاحتلال الإسرائيلي، وقوع النزلاء في شرك الجرائم والمخدرات والتخابر الأمني، "ليس إلا أحد تبعات الحصار الإسرائيلي والضغط والبطالة".

مدير عام مراكز التأهيل والإصلاح، فؤاد أبو بطيحان، أكد خلال كلمته في حفل الاختتام، أن النزلاء اختتموا نسخ القرآن الكريم كاملاً بالرسم العثماني، والذي يأتي في إطار إصلاح النزلاء واستثمارًا لأوقاتهم بشكل يجعل منهم مشاريع بناء وإصلاح.

ولفت إلى أن المديرية العامة لمراكز الإصلاح والتأهيل تحرص على تنفيذ مشاريع تدريبية ودورات مهنية وبرامج توعوية تعيد بناء الإنسان داخل مراكز الإصلاح.

وسجلت مراكز التأهيل والإصلاح، بحسب "أبو بطيحان"، خلال الفترة الماضية حفظ (5) نزلاء للقرآن بشكل كامل، إضافة إلى حفظ اثنين آخرين لنحو (500) حديث من السنة النبوية.

النزيل، مصطفى محمد أبو هاني، (37 عاما)، أكد خلال حديث خاص بمراسل "فلسطين الآن"، على هامش الحفل، أن المشروع يتميز في أن النزلاء يعملون خلاله وفق مجموعة متكاملة، لكل نزيل دورًا معينًا منوطًا به.

وأوضح أبو هاني، والذي يقضي حكماً بالسجن 15 عاماً قضى منها ثمان سنوات، أن المشروع كان بالنسبة له فرصة إيجابية، عزز من خلال الجانب الديني والقرآني.

وأضاف، أنه فخرور بهذا العمل، "هذا العمل شرف عظيم لي لأنني أكون فيه قريب من كتاب الله".

وأما النزيل رامز نبهان، والذي يقضي محكوميته على قضايا ذمم مالية، فيرى أن المشروع فرصة لتعزيز النظرة الإيجابية من المجتمع تجاه النزلاء.

وتمكن نبهان، من حفظ ستة أجزاء من القرآن داخل المركز، كما حصل على دورة عليا في أحكام التلاوة والتجويد وحالياً يتلقى دورة سند متصل إلى الرسول "صلى الله عليه وسلم".

"نبهان"، والذي حمل مصحف الإصلاح اسمه على رئس قائمة النزلاء الذين شاركوا في نسخه، اعتبر العمل ضمن مشروع نسخ القرآن يدوياً بالرسم العثماني شرف له ولعائلته.

تابع، "رسالتي للمجتمع بأن يغيرا النظرة السلبية تجاه النزلاء .. نحن أخطأنا لكن يجب أن نتجاوز اليأس ونفتح صفحة جديدة مع الله".