14.14°القدس
13.93°رام الله
12.75°الخليل
18.97°غزة
14.14° القدس
رام الله13.93°
الخليل12.75°
غزة18.97°
الإثنين 06 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: إنتصار الكرامة

من حقق هذا النصر هم الأسرى بتوفيق من الله عز وجل ، بعد أن خاضوا معركة فريدة من نوعها كان سلاحهم فيها " الجوع " فقط مدعوماً بإرادة وصلابة وتحدي فاجأ المحتل وأربك حساباته . الأسرى الذين كان القاسم المشترك بينهم جميعاً في سبب أسرهم هو " المقاومة " ، فلم نسمع عن أسير أو معتقل قد حكم عليه بعشرات المؤبدات لأنه فاوض المحتل أو رفع غصن الزيتون يطلب السلام والتعايش معهم ... لم نسمع عن ذلك لأنه يخالف العقل والمنطق . فما دام هناك احتلال وبغي وظلم وقتل ودمار فلا بد من وجود مقاومة ترد هذا البغي وتحرر الأرض من المحتل وتنشر العدل والأمن والسلام . ولأنهم يمثلون المقاومة فإن النصر يجب أن ينسب لخيار المقاومة الذي اختاره الأسرى وسلكوا دروبه يحملون أرواحهم على أكفهم ، وهو خيار الشعب الفلسطيني منذ أن هُجّر عن أرضه قسراً قبل 64 عاماً وحتى تحرير أرضه واستعاده حقوقه بإذن الله . وإن كان لا بد من وجود " مفاوضات " مع المحتل فلتكن من تحت مظلة المقاومة عملاً بقاعدة " فاوض وقاوم " وذلك بالتزامن والتوازي مع بعضهما . لأن المفاوض القوي يحتاج إلى مساندة حقيقية على الأرض من مقاومة واعية بقيادة عسكرية راشدة يتم من خلالها المزج بين العمل المقاوم والعمل المفاوض كما حدث في اتفاق الأسرى الأخير مع إدارة السجون الصهيونية حيث تلبية مطالبهم المشروعة والعادلة . وكما حصل أيضاً في صفقة وفاء الأحرار والتي أرغمت المحتل عبر مفاوض فلسطيني صلب مسنوداً بمقاومة فلسطينية رائدة على الرضوخ لمطالب المقاومة وإطلاق سراح المئات من الأسرى والأسيرات خاصة من أصحاب المحكوميات العالية . نعم هناك فرق بين مفاوضات يقودها رجال أوفياء وضعوا نصب أعينهم هدفاً وطنياً خالصاً وسعوا بكل ما يملكون من صلابة وعناد وإسناد ميداني وقبول شعبي واسع إلى تحقيقه ونجحوا في ذلك رغم شراسة الخصم ومكره . وبين مفاوضات يقودها أشباه الرجال ممن باعوا دينهم وأوطانهم وضمائرهم في أول رحلة ترفيهية قاموا بها برفقة الوفد المفاوض الصهيوني وبات جُل حديثهم التفاوضي عن مشاريعهم الخاصة وطرق وأساليب القضاء على خيار المقاومة وملاحقة المقاومين وتشويه صورتهم الناصعة لدى أبناء الشعب الفلسطيني بل والأمتين العربية والإسلامية . وهنا نؤكد على مقولة أن المقاومة ثقافة لا تعتمد على سلاح معين بل إن لها نظرة خاصة لكل مرحلة من مراحل النضال ، وأن لكل مرحلة فكر سياسي وتكتيك عسكري وسلاح خاص . فمن يمتلك تلك الأسلحة ويحسن استخدامها في الزمان والمكان المناسبين ينجح ويتقدم ويتطور ، ويكون المردود الخاص بالعمل المقاوم ايجابي وناجع .