واجهت موجة الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، أمس الاثنين، ردود أفعال من عدد من كبار المحللين العسكريين في "إسرائيل" بين معارض، ومطالب بالتروي وعدم جر المنطقة لحرب.
الجنرال "عاموس يادلين"، رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق، في حديثه لإذاعة الجيش، قال: "المعضلة هي كيف نتعامل مع تعاظم قوة حماس الذي عادت لقوتها التي كانت قبل عام 2014، وليس القصف بطريقة عشوائية".
وأضاف "يادلين": "يجب أن نطلب هدوءًا من الكيان السياسي المجاور وعدم الانجرار وراء كل تنظيم يعمل ضد حماس هذا يؤدي لاستمرارهم بإطلاق الصواريخ".
أما المحلل العسكري يوسي يهوشع"، فقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن ما قام به الجيش الإسرائيلي لعب بالنار.
وتساءل "يهوشع": "صاروخ وحيد سقط في منطقة مفتوحة، لكن لماذا كانت موجة الردود التي قام بها الجيش هكذا واسعة".
وأضاف، أن موجة الردود التي قام بها أمس الجيش على أهداف لحماس كان غير عادي جداً بحجمة و اتساعه مع أن التعامل تم على أساس الرد على صاروخ وحيد سقط في منطقة مفتوحة.
وتابع: "في البداية هاجمت المدفعية موقعاً متقدماً لحماس , بعد ذلك قام سلاح الجو بالرد، و عند ساعات المساء نفذ الجيش موجة شديدة و مكثفة من الغارات ضد أهداف لحماس، و هذا الامر يعرف في الجيش باستغلال الفرصة الميدانية التي أعدت لجني ثمن باهظ جداً من حماس".
وأوضح "يهوشع"، أن القصف الإسرائيلي على غزة له أهداف غير مرئية أهمها الضغط على حركة حماس من أجل عدم الاستمراء في بناء قوتها العسكرية وليس فقط رداً على إطلاق صاروخ.
وطالب بعدم الضغط أكثر على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حتى لا تكسر المعادلة التي حافظت على الهدوء منذ العدوان الأخير صيف عام 2014.
من جهته قال المحلل العسكري "ألون بن ديفيد" للقناة العاشرة العبرية، إن القصف الإسرائيلي أمس، كان الأعنف منذ انتهاء العدوان على قطاع غزة صيف العام 2014.
وأضاف "بن ديفيد"، أن حماس قد تمتص الضربات، لكنها قد تجد نفسها محشورة في الزاوية إذا ما واصل الجيش غاراته.
وأضاف أن الحركة لا تسعى للتصعيد في الوقت الراهن ولا يحلم أي منهم بالعودة للحرب إلا أن مواصلة الضغط قد تولد موجة جديدة من التصعيد.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عدة أهداف تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في إطار ما اعتبره رد فعل على إطلاق صاروخ من قطاع غزة على الداخل المحتل.
وأكد الاحتلال أن رد الفعل سيكون مشابها في كل مرة يتم فيها إطلاق صاروخ من قطاع غزة، من أجل تقويض قدرات المقاومة ومنعها من إطلاق الصواريخ، في إطار خطة عسكرية منظمة أدارها وزير الحرب الإسرائيلي" ليبرمان" ورئيس أركان جيشه "أيزنكوت".
وقال المحلل العسكري "أمير بخطوط" لموقع "واللا" العبري، إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، هو إشارات لحماس والقاهرة.
وأضاف "بخطوط": "الرسالة وراء القصف العنيف للجيش بغزة هو عدم الرضى بعلاقات حماس مع القاهرة التي تطورت مؤخرا وأنها غير مقبولة".
أما المحلل العسكري "رون بن يشاي"، فقال لـ"يديعوت أحرونوت"، حول غارات أمس على قطاع غزة، إن حماس لم تتوقف عن تعظيم و زيادة قوتها العسكرية، و لم تتوقف عن حفر الأنفاق حتى التي اجتازت الحدود .
وأضاف "بن يشاي"، إن "إسرائيل" تعمل تحت الرادار كل ما بوسعها من أجل التشويش على عمل حماس، و يحتمل أن موجة الهجمات تشكل جزءا من الحرب السرية بينهما.
