انتقدت وكالة بلومبرغ في مقال كتبته هيئة تحريرها سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تحدي الصين في مجال التجارة، وقالت إن المصانع الصينية تبدو قادرة على هزيمة الولايات المتحدة لا سيما بعد أن صارت أكثر تطورا وابتكارا.
وتشرح الوكالة أن مصانع الصين لم تعد تنافس فقط في ناحية العمالة الرخيصة بل انتقلت إلى المنافسة على صعيد التكنولوجيا المتطورة بعد أن صارت لديها بنية تحتية متطورة وعمالة ماهرة واهتمام بالابتكار في عمليات الإنتاج والتجميع بهدف زيادة الكفاءة والمرونة.
وأشار المقال إلى زيادة كبيرة في الاستثمار الصيني في الأتمتة (التشغيل الآلي دون تدخل بشري)، حتى إن الصين أصبحت الآن أكبر سوق في العالم للروبوتات الصناعية، إذ تنمو مبيعات هذه المعدات في الصين بنحو 20% سنويا.
في المقابل، لم تتطور المصانع الأميركية في مجال الابتكار بالوتيرة المناسبة -وفق المقاييس الأميركية- بحسب المقال. وأظهرت دراسة حديثة أن الشركات الصناعية الأميركية قللت الإنفاق على البحث والتطوير وأصبحت تسجل عددا أقل من براءات الاختراع.
وتستنتج بلومبرغ أن سياسة ترمب -الذي عين فريقا اقتصاديا من شخصيات معادية للصين وهدد بفرض رسوم بنسبة 45% على المنتجات الصينية- لن تحقق نجاحا في إعادة العمليات الصناعية من الخارج وتوليد فرص عمل في المصانع الأميركية، بل إنها قد تؤذي الناخبين الذين يعد ترمب بحمايتهم عن طريق تلك السياسات.
ففشل المصانع الأميركية في المنافسة سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض مستويات المعيشة، ومن أمثلة ذلك أن تكلفة إنتاج هاتف آيفون ستزيد بحسب أحد التقديرات بمقدار ثلاثين أو أربعين دولارا إذا جرى تجميعه في الولايات المتحدة بدلا من الصين.