روت النائب منى منصور "أم بكر" زوج الشهيد جمال منصور اللحظات الأخيرة لاستشهاد زوجها قبل عشرة أعوام.. أسهبت منصور في حكاية زوجها القائد، وتفاعلت مع الذكريات وكأنها وليدة اللحظة، اختلطت فيها دموع الحزن والاشتياق بالفخر والاحتساب. تقول أم بكر متحدثة عن يوم استشهاد زوجها بتاريخ 31/07/2001: "خرجت من منزل الشهيد صلاح دروزة متجهة نحو السوق لأشتري كل ما يحبه زوجي، وبعد الانتهاء من التسوق صعدت إلى سيارتي، وكانت معي أم الطاهر -زوجة الشيخ ماهر الخراز- وحال إغلاقي لباب السيارة سمعت صوت انفجار صاروخين، فارتعش قلبي في تلك اللحظة". [title] "عملا بوصيته" [/title] وتتابع أم بكر: "قلت لأم الطاهر أنني قلقة على زوجي أبو بكر، وحاولت الاتصال به لكنه لم يرد، كما حاولت الاتصال بمرافقه ولكنه لم يرد أيضًا، فحاولت الاتصال بالمكتب، ولكن ما من مجيب.. ثم رأيت جموع الناس تجري لمكان الانفجار، لكنني لم أذهب عملا بوصية زوجي". وتضيف: "طلب مني زوجي في حالة سماعي لصوت أي انفجار أن لا أذهب لرؤيته، بل أن أذهب للأولاد، وهذا ما فعلته، فتوجهت للمنزل الذي يقع بالقرب من مستشفى رفيديا الحكومي". وتحدثت أم بكر عن مشاعرها وحالة القلق والتخبط التي أصابتها خلال سياقتها للسيارة، حيث كانت تقود في يد، واليد الأخرى تحاول الاتصال بزوجها، وقالت: "ما إن وصلت المنزل حتى رأيت الناس يتدفقون على المستشفى، فقررت الذهاب إليه لأرى من هو الشهيد، ولكنه هالني منظر الناس الذين كانوا يضربون على رؤوسهم، إلى أن رأيت الشيخ أحمد الحاج علي وهو يقول لي "الله المستعان يا أم بكر" وأنا حتى اللحظة لا أعرف ما الذي حدث. [title] استشعاره للشهادة [/title] وفي الأسبوع الذي سبق عملية الاغتيال، تقول أم بكر إن زوجها كان يحدثها طوال الأسبوع عن الشهادة، وعن كيفية تصرفها بعد استشهاده، لأن استهدافه كان مسألة وقت بالنسة له، حيث طلب الشهيد القائد من زوجته عدم البكاء عليه -كما تفعل بعض النساء-. وذكرت أم بكر أن زوجها قام باصطحاب أبنائه قبل اغتياله بأيام قليلة في بداية العطلة الصيفية لشراء اللوازم المدرسية، فتعجب صاحب المكتبة لأمر أبو بكر، وقال له "ليش مستعجل"، فقال أبو بكر بأنه لا يضمن أن يبقى حيًّا". وتضيف: "طلب مني أبو بكر أن أذهب إلى منزل الشهيد صلاح دروزة، وقال لي إن أهالي الشهداء يحبون بعضهم البعض، كما إن أهالي المعتقلين في سجن الجنيد يحبون بعضهم البعض، وهو يقصد رفيقه فيه في سجون السلطة صلاح دروزة حيث كانا معتقلين معًا هناك". ومن جملة الأحاديث التي قالتها أم بكر لزوجة الشهيد صلاح دروزة أم النور أن الشهيد القادم سيكون أبو بكر. وتحدثت أم بكر عن أن فقدان ركن أساس من أركان الأسرة ليس أمرًا سهلا خصوصًا في ظل وجود خمسة أطفال كان أصغرهم يبلغ من العمر خمسة أشهر، وهو الآن يبلغ عشر سنوات ونصف". [title] الثورات العربية [/title] وحول المهام المنوطة بها عقب انتخابها للمجس التشريعي الفلسطيني، تتحدث أم بكر عن أنها تحاول القيام بجزء مما قام به زوجها خلال عمله السياسي والدعوي، وبأنها بحاجة إلى امتلاك أشياء كان يمتلكها أبو بكر لكنها لا تستطيع ذلك. وعن زوجها الشهيد قالت: لقد كان -رحمه الله- يتابع الأخبار بشكل مكثف، لدرجة أنه إذا لم يستطع قراءة الصحف اليومية، فإنه يقوم بشرائها على مدى أسبوع كامل ومن ثم يقرأها مرة واحدة. وأوضحت أم بكر أن زوجها -قبل استشهاده- كان يقول لها إن الشعوب ستأخذ بيدها وستثور على أنظمتها المستبدة، وستقود حكوماتها للتحرر من الهيمنة العالمية وستقودها أيضا لتحرير فلسطين. وأضافت أن "المرحلة الحالية التي يمر بها الوطن العربي توقعها (أبو بكر) قبل استشهاده، إضافة إلى كونه استشرف هذه المرحلة التي نمر بها. [title] هموم عائلية [/title] وتحدثت أم بكر عن معاناتها مع نجلها الأصغر بدر (10 أعوام) الذي تعرض لخطأ طبي وهو صغير، ويعاني من آثاره حتى اليوم. تقول أم بكر أن ابنها بدر يتناول 7 أنواع من الأدوية يوميًّا لتعويض الخطأ الطبي، وهذا أثّر على تحصيله الدراسي على الرغم من ذكائه الفطري. وختمت أم بكر حديثها قائلة :"عندما استشهد زوجي كان أولادنا صغارًا حيث لم يزد عمر الكبرى "ابتهال" عن أربعة عشر عامًا، والأصغر "بدر" خمسة أشهر، واليوم تخرجت الكبرى ودخل البقية الجامعات، وكما يحب أبو بكر كنا وسنكون إن شاء الله".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.