14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.81°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.81°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: المصالحة الوطنية والحكومات العرجاء

لم تعد بيانات وخطابات حكومة رام الله كافية للإجابة عن التساؤلات حول الأزمات الاقتصادية والسياسية في أراضي السلطة الفلسطينية، فسوء الأوضاع الاقتصادية أخرج المتضررين عن صمتهم ليواجهوا الأزمة بحقائق جلية وتساؤلات منطقية قد يكون لها ما بعدها إن لقيت آذاناً صاغية من أصحاب القرار ووضعت مصالح الشعب الفلسطيني فوق المصالح الأخرى. المدير التنفيذي لشركة باديكو الاستثمارية الدكتور سمير حليلة عبر لوكالة معا عن مشاعر الخوف والقلق التي تنتاب القطاع الخاص والمستثمرين في أراضي السلطة الفلسطينية، وهو يرى بأنه لا يوجد سياسة اقتصادية واضحة للحكومة في رام الله يمكن للمستثمر أن يطمئن بها على استثماراته، ويرفض اختزال السياسة الاقتصادية في عجز مالي للسلطة يمكن للقطاع الخاص تحمله من خلال رفع الضرائب، أما السيد بسام أبو عيد فقال (لوكالة معا) بأن جهاز السلطة تضخم بشكل أكبر مما يتحمله الاقتصاد المحلي. لا نريد التطرق إلى كل ما ذكره الاقتصاديون ولكن لا بد من الإشارة إلى مسألتين هامتين اعتبروها أساساً لمواجهة الأزمات الاقتصادية وهي المصالحة الوطنية ووجود قوة تشريعية (مجلس تشريعي فاعل)، وهذه ملاحظة هامة يجب الأخذ بها، لأنه ليس باستطاعة حكومة مستقيلة أن تتعهد ببناء مؤسسات الدولة وإزالة الاحتلال وبعض وزرائها أصبح متهماً أمام هيئة مكافحة الفساد. الوضع الاقتصادي المتردي هو جزء من الحالة السيئة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وسوء الاقتصاد هو أهون شر يصيب العباد، أما الشر الأكبر فهو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وكذلك الهجمة الاستيطانية الشرسة في الضفة الغربية واستهداف المقدسات واقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، وذلك وضع لا يمكن أن نواجهه بانقسام وحكومتين في الضفة وغزة، بل بمصالحة وطنية تخدم مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته ولا تخدم المصالح الفئوية الضيقة. ختاماً فإننا نؤكد على توصيات الاقتصاديين طالما أنهم يرون أن إصلاح الاقتصاد لا يقوم إلا على الوحدة الوطنية وأنهم يؤمنون بأن الحكومة بدون مجلس تشريعي هي حكومة عرجاء لا تقدر على وضع السياسات الاقتصادية الناجحة، ولذلك نتمنى على السيد الرئيس محمود عباس أن يبدأ بتشكيل حكومة التوافق الوطني أو حكومة التكنوقراط تنفيذاً لإعلان الدوحة وكمنطلق صحيح لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية وغيرها.