25.55°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
26.8°غزة
25.55° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة26.8°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

دحلان رمز العزة

إبراهيم حمامي
إبراهيم حمامي
إبراهيم حمامي

دحلان...

رمز العزة...

أيقونة غزة...

شمس الضفة...

ذهب القدس...

مستقبل فلسطين...

هذه هي صفات دحلان بحسب عريف المؤتمر الذي انعقد بالقاهرة لمئات من "الشباب" استجلبهم دحلان ليهتفوا ويصرخوا ويمجدوا به كزعيم لحركة فتح...

صفات لم يكن ينقصها إلا قول الشهيد البطل...

أو عليه السلام!!

لكن ما بين تلك الصفات والهتافات التي أرادت صبغ صفات العظمة والتقديس على دحلان، لا تخفى على عين متابع أمور تثبت فشل مؤتمر دحلان وبكل المقاييس.

المؤتمر جاء بعد ما يقرب من ثلاثة اشهر على مؤتمر فتح السابع الذي تم إقصاء دحلان وتياره فيه بالكامل، ورغم التهديد والوعيد بمؤتمر يجمع الالاف لتصحيح حركة فتح لم يأت هذه المؤتمر الدحلاني بما هو متوقع.

كل ما استطاع دحلان الحصول عليه من السلطات المصرية مؤتمر شبابي تحت شعار "شبابنا شركاؤنا" لا يحمل اسم فتح لا من قريب ولا من بعيد.

فشل دحلان في جمع اسماء فتحاوية "قوية" في مؤتمره، وبالكاد يمكن التعرف على بعض الوجوه الحاضرة كذراعه اليمين سمير المشهراوي أو رشيد ابو شباك أو سميح خلف أو العريف شريف نيرب الذي تحدث عن "القادة المؤسسين" اللهم إلا إذا قصد صورة أبو علي شاهين بجانب صورة عرفات.

الدخول الدرامي لدحلان في المؤتمر يدل على تأزم وضعه بعد ضربات عبّاس المتتالية له ولتياره والتي كان آخرها قبل ايام بإغلاق جمعيات محسوبة على دحلان/الامارات في الضفة ومصادرة "بطاطينها".

الأغنية التي صاحبت الدخول الأول لدحلان "أنا دمي فلسطيني" كانت كمن يريد التأكيد على أمر مشكوك فيه، تأكيد لنفي كل ما يقال ويتهامسه الناس عن العمالة والخيانة والتبعية، وهو أسلوب سينمائي معروف للتأثير على المتلقي خاصة لدى جمهور معروف بـ"هزهزته" على تلك الأنغام.

كان لابد لاستكمال المشهد السينمائي الدرامي أن يكون في قاعة غاية في الفخامة مع وجبة طعام للأفواه التي كانت تهتف بالروح بالدم لـ"مستقبل" فلسطين.

رغم فخامة القاعة التي عُقد فيها المؤتمر، إلا أن الفوضى العارمة المعتادة كانت السمة الأبرز وفي كل مراحل المؤتمر، فالمهم كان الهتاف والتمجيد من قبل من استجلبوا لهذا الغرض.

التوتر كان واضحاً جداً على ملامح دحلان، ورغم أنه ضليع في العلاقات العامة إلا أن الدخول كان دخولاً غلب عليه الارتباك الذي حاول تغطيته بالتحية ورفع اليد لمن يهتفون له.

الهتافات كانت مبتذلة للغاية وبشكل غير مسبوق، وجاءت لاسترضاء دحلان الذي يشعر بطعم المرار والعجز في العودة حتى اللحظة على الأقل للداخل الفلسطيني، فهو هارب من غزة ومطرود من الضفة وملاحق أينما وجد بتهم الفساد.

من خلال اتصالات شخصية مباشرة وغير مباشرة يمكن التأكيد أن جزء من الشباب الذين حضروا لا علاقة لهم بتيار دحلان لكنهم وجدوا في المؤتمر فرصة للخروج من قطاع غزة، وربما الحصول على بعض المساعدات لأسرهم التي تعاني من الحصار.

استطاع دحلان إقناع سلطات الانقلاب في مصر بفتح معبر رفح ليوم واحد فقط لعودة من شاركوا في مؤتمره، وهو ما يعني عدم اكتراثه لمعاناة الغزيين وأن جل اهتمامه هو "جماعته" الذين يفتح لهم المعبر كل مرة في الاتجاهين.

ما كان لمؤتمر دحلان أن يتم لولا غض حماس الطرف عن تحركات أتباعه وأنصاره في غزة، وخروجهم ودخولهم للقطاع.

يحسب لهذا المؤتمر أن غالبية المشاركين من الشباب إذا ما قورنوا بمؤتمر فتح السابع الذي طغى عليه "العجزة"، حتى وإن كان دور من استجلبوا من الشباب هو الهتاف والتسحيج فقط.

لا نتائج تذكر لمؤتمر دحلان بل "لمة" للزعيم المنقذ وهتاف وتسحيج وتمجيد، والقول نحن هنا.

رغم وجود العنصر النسائي في المؤتمر إلا أن زوجة دحلان لم تكن بين الحضور وهو أمر ملفت خاصة أنها كانت تتحرك في المخيمات وغزة دعماً له.

لا يمكن التقليل من دحلان ودوره ونفوذه في المنطقة، فهو ذراع الامارات في الثورات المضادة، والمقرب من السيسي، وكما وصف هو نفسه فهو "ثري وقوي"...

ومع ذلك يمكن القول أنه خسر هذه الجولة على الأقل وبامتياز أمام محمود عباس...

وبأنه فشل تماماً في استمالة أسماء وقيادات فتحاوية وازنة أو في طرح اية بدائل...

وبأن الضربات المتتالية التي وجهها له عبّاس قد جعلته يتأزم ويترنح...

لكن في ذات الوقت لا يعني هذا أبداً أن عبّاس قد فاز بالضربة القاضية، فدوره بلا شك قد انتهى خاصة مع التوجه "الترامبي" الجديد...

معركة فتح والسيطرة عليه بدأت الآن خاصة مع التعيينات الجديدة في اللجنة المركزية...

وبعد مؤتمر دحلان الفاشل بإمتياز.

لا نامت أعين الجبناء