تتطور الروبوتات بشكل متسارع؛ فبعد الروبوتات الخدمية التي تهدد العديد من العمال في وظائفهم، سنسمع في المستقبل كثيرا عن روبوتات تسليم الطرود التي ستزاحم المشاة على الأرصفة، وفقا لصحيفة الإيكونوميست.
فقد كشفت في وقت سابق هذا الشهر شركة "بياجيو فاست فوروارد"، التابعة لشركة "بياجيو" الإيطالية المعروفة أكثر بصنع دراجات "فيسبا" النارية الصغيرة (موتور سكوتر)؛ عن روبوت يدعى "جيتا" يتبع صاحبه في كل مكان حاملا أغراضه أو بقالته.
وحامل الأمتعة "جيتا" عبارة عن أسطوانة مثل البرميل الملقى على جانبه، ومزود بعجلتين على طرفيه بقطر أكبر قليلا من وسطه مما يسمح له بالتدحرج بسلاسة مع الاحتفاظ بالأمتعة بشكل سليم، وبسرعة تصل إلى 35 كيلومترا في الساعة.
ورغم ذلك، فإن "جيتا" لا يتحرك بمثل هذه السرعة، فهو "يتدحرج" خلف مالكه بمسافة متر أو مترين، أو بشكل أدق خلف الحزام الإلكتروني الذي يرتديه مالك هذا الروبوت البرميل. وهذا الحزام مزود بتقنية الاتصال اللاسلكي وكاميرا مجسمة تتيح للروبوت رسم الطريق المحيطة به وتتبع مالكه بشكل أفضل حول زوايا الطريق أو عبر الأبواب.
ويمكن "لجيتا" حمل 18 كيلوغراما لنحو ثماني ساعات بين عمليتي شحن بطاريته، وتضع الشركة المطورة حاليا نحو 12 روبوت "جيتا" في مشاريع تجريبية في أنحاء أميركا للقيام بأمور مثل حمل أدوات للعمال وتوجيه الناس في المطارات والمساعدة في عمليات تسليم الطلبات.
وبياجيو ليست وحدها في هذا المجال، فهناك شركة "ستارشيب تكنولوجيز" الإستونية، التي أسسها اثنان من مؤسسي شركة "سكايب" المملوكة حاليا لمايكروسوفت.
وتملك ستارشيب روبوتا بحجم حقيبة السفر بست عجلات، ويتنقل بسرعة ستة كيلومترات في الساعة، ويحمل عشرة كيلوغرامات، وبدلا من تتبع مالكه فإنه يستكشف طريقه باستخدام كاميرات ومستشعرات أمواج فوق صوتية، مع إمكانية أن يتم التحكم به عن بعد للإشراف على المناورات الصعبة مثل عبور مفترق الطرق.
وللشركة حاليا عشرات روبوتات الحقيبة التي تتجول في الأرجاء لتسليم الطرود أو البقالة والأطعمة الجاهزة للعملاء في العديد من المدن الأوروبية، وكذلك في واشنطن وأجزاء من وادي السيليكون.
كما بدأت شركات أخرى مشاريع مشابهة، مثل شركتي "ماربل" و"ديسباتش" في سان فرانسيسكو، وشركة "روبي" في بالو ألتو.
وتملك أمثال تلك الروبوتات فرص نجاح كبيرة لأسباب عديدة؛ فخفة وزنها وبطء حركتها لا يولدان مخاوف الأمان التي تصاحب السيارات ذاتية القيادة (الثقيلة وسريعة الحركة)، ولا الطائرات المسيرة (التي يمكن أن تسقط على رؤوس الناس من السماء إلى جانب ما تسببه من ضجيج)، وهي لا تتطلب إجراءات تنظيمية خاصة، كما تملك احتمالية الحد من التلوث والازدحام.