يشهد العالم ثورة معلوماتية وتكنولوجية في كافة المجالات منها من بات من ضروريات الحياة ولا غنى عنه في حياة الناس، ومنها ما صنع بهدف الاستخدام السريع والضروري كرسائل SMS)) والتي وفرت كثيرا من الجهد والوقت وتوفر السرعة في توصيل المعلومة إلى جهات محددة وشخصيات لتزويدها بالمعلومات الضرورية وقت الحاجة لذلك سميت بالرسائل القصيرة. ملاحظتي والتي كنت سأكتب فيها منذ فترة طويلة وفي كلمة تؤجل إلى وقت لاحق، واليوم وجدتها فرصة مناسبة للحديث عن هذه الرسائل القصيرة خاصة أننا نستخدمها في إرسال رسائل التهنئة للأحباب والأصدقاء بمناسبة شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعلى شعبنا وأمتينا العربية والإسلامية باليمن والبركات ونسأل الله أن يعيد علينا رمضان القادم وقد تحررت القدس. ولعل هذه الرسائل القصيرة محببة في مثل هذه المناسبات على الصعيد الشخصي لزيادة العلاقات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي مع أفراد المجتمع في الداخل والخارج واستخدامها أيضا فيه توفير اقتصادي كونها أقل تكلفة من المكالمة الهاتفية وهي في هذه المناسبات أعتقد أنها من الضروريات الواجبة على من لديه من الأحبة والمقدرة المالية لإرسال عدد كبير منها، ومن يعاني من ضائقة مالية نعتقد أن رسائل البريد الالكتروني تقوم مقامها وزيادة وهي أقل تكلفة. كل هذه المقدمة التي أطلت فيها للدخول إلى الموضوع الذي قصدت وهو وجود فوضى لدينا على كافة المستويات وخاصة الرسمية منها في الإغراق باستخدام هذه الأداة من أدوات التواصل وهي الرسائل القصيرة وأنا أعتقد أن هناك سوء فهم في طبيعة الاستخدام لهذه الرسائل خاصة أن البعض يعتقد أنها واجبة الاستخدام في كل صغيرة وكبيرة وخاصة الشخصيات المسئولة والتي تعتقد أن بكثرة إرسال هذه الرسائل تكون قد استحضرت نفسها إعلاميا وباتت تستخدم في كل شيء حتى أن بعض الرسائل لطولها لا تصل كاملة. وأنا هنا سأضرب مثالا على نفسي حيث إنني أتلقى مئات الرسائل من جهات مختلفة حتى أنني بت لا أفتحها وإن فتحتها لا أقرأها ومثلي الكثير من الناس والكثير من الشخصيات لأن هذه الرسائل لسوء الاستخدام أصبحت فارغة المضمون ولا تثير الانتباه كثيرا وتهمل وربما تأتي بمردود سلبي. المؤسف أكثر أن البعض من المسئولين سواء حكوميين أو غير حكوميين بات لديهم هوس في استخدام هذه الرسائل وباتت تشغل الكثير من أوقاتهم حتى أن البعض يكون في جلسة رسمية ووسط جمع من المسئولين والشخصيات الوازنة فتجده منشغلا في كتابة الرسائل ولا ينظر إلى الحضور الذي بات ينظر إلى هذه النوعية باستغراب ، علما أن هناك متسعًا من الوقت للانشغال بهذه الرسائل بعد انتهاء الاجتماع دون أن يلفت الانتباه إليه ويثير حفيظة الجالسين معه والمتحدثين أمامه. والأخطر أن هناك البعض بات يدير مؤسساته التي تولى أمرها عبر الرسائل القصيرة وهذا فيه من الخطورة الإدارية والأمنية الخطيرة التي يجب أن نلتفت إلى خطورتها خاصة أن هذه الرسائل وهذه الوسائل هي مرتع خصب للعدو ويمكنه التجسس من خلالها على كثير من الزوايا وكثير من المعلومات. والأشد خطرا أن بعض قادة التنظيمات أو مفاصل العمل فيها ودوائرها المختلفة باتت تعتمد على هذه الرسائل في توجيه أعمالها وفعالياتها وتعليماته وهذا يسهل عملية الاختراق من العدو لهذه التنظيمات ويساعد في تقديم معلومات مجانية للعدو تمكنه من التعرف على البناء التنظيمي، ونصبح صفحات مفتوحة للعدو. وعليه المطلوب أن لا نعتمد على هذه الرسائل في إدارة شئون أعمالنا وأن نحذر من الاختراق الأمني من قبل العدو، وان يكون استخدامنا لهذه الرسائل في الحدود الدنيا للاستخدام دون تفريط أو إفراط مع مراعاة النواحي الأمنية وكذلك التكلفة الاقتصادية إضافة إلى المردود المنفعي لهذه الرسائل بحيث يكون هناك ترشيد في الاستخدام وان يكون هذا الاستخدام لها فقط في النواحي الضرورية والضرورية جدا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.