26.67°القدس
26.84°رام الله
25.53°الخليل
28.47°غزة
26.67° القدس
رام الله26.84°
الخليل25.53°
غزة28.47°
السبت 27 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

للمشاركة في مؤتمر أدبي

خبر: كاتب جزائري يزور (إسرائيل) رغم الانتقادات

مضى الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا "بوعلام صنصال" قدماً في زيارته لـ(إسرائيل)، وشارك في "مهرجان الأدباء العالمي" الذي تنظمه مؤسسة "مشكانوت شأنانيم" في القدس المحتلة. وهي زيارة أثارت جدلاً واسعاً، وندد بها أغلب المثقفين العرب، ودعت "حملة مقاطعة (إسرائيل)" الكاتب إلى الانسحاب من المشاركة، في حين احتفت (إسرائيل) بالزيارة بوصفها تفتح ثغرة في جدار التطبيع الثقافي. وظهر صنصال مع الكاتب الصهيوني أ.ب. يهوشواع، وناقش معه حوار الثقافات ضمن لقاء مفتوح مع جمهور صهيوني جرى في المعهد الفرنسي في (تل أبيب)، واحتفى الإعلام الصهيوني بحضور الكاتب الجزائري من خلال مدير المؤسسة التي نظمت المهرجان أوري درومي، الذي أعرب عن سروره لحضور صنصال رغم الضغوط التي تعرض لها من قبل أطراف عديدة لثنيه عن ذلك. وعلى الرغم من مشاركته سابقاً في "معرض باريس الدولي للكتاب" (2008)، الذي شاركت فيه (إسرائيل) ضيف شرف مبرراً ذلك بقوله، إنه يمارس :"الأدب لا الحرب" وإن :"الأدباء ليسوا سياسيين، ولا أرى سبباً لمقاطعتهم"، فإن زيارة صنصال لـ(إسرائيل) -التي بررها أيضاً بقوله :"كيف نقاطع دولة لها علم؟"- كان لها وقع مختلف. [title]زيارة مستفزة[/title] و تتزامن الزيارة مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الرابعة والستين للنكبة، واحتفالات (إسرائيل) بما تسميه (يوم الاستقلال)، وفي وقت خاض فيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضراباً متواصلاً عن الطعام لمدة (28 يوماً) ضد سياسة الاحتلال الهمجية، وتزامناً أيضاً مع ما تتعرض له القدس من محاولات تهويدها المستمرة. وفي إطار الردود، يؤكد الشاعر والكاتب الفلسطيني عبد السلام العطاري، أن صنصال يبحث عن توهج لاسمه ليرفع حرفه الخافت، وأنه "كان الأجدر بصنصال أن يخط ما يفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني"، وطالب "فلسطين وأحرار العالم والجزائر تحديدا بلفظ ورفض مثل هؤلاء الذين أصبحوا بفعلتهم ذاكرة للسوء وليس للمجد". من جانبها، تؤكد الشاعرة والصحفية الجزائرية نوارة لحرش، أن صنصال لا يمثل إلا نفسه، وهو حر في اختياراته وقناعاته وزيارته، فهذا موقفه وحده رغم أنه مؤسف ومخجل، وترى أن "هذه كبوة لصنصال في نظر المنتقدين لزيارته الخطيرة والمستفزة والحاملة لفكر التطبيع غير المبرر والمرفوض ما دام هذا الكيان يقتات على الدم الفلسطيني". ورغم الجدل الذي أحاط بالزيارة، فإنها لم تفاجئ الكثير من المتابعين، فالروائي الفرنكفوني الحائز على أرفع جائزة أدبية ألمانية دأب كما يرى كثيرون على اتخاذ مواقف نقدية مثيرة للجدل من التراث يراها الكثير من النقاد موغلة في التطرف منذ روايته الأولى "قسم البابرة" مروراً برواية "حرافة" و"قرية ألمانية" و"شارع داروين". ويؤكد الشاعر الفلسطيني عصام السعدي أن "الأسف لا يكفي للتعبير عن موقف بوعلام صنصال المنفصل عن الوعي الجمعي العربي والجزائري خصوصاً تجاه قضية فلسطين ودولة الكيان الصهيوني". وتساءل عن سبب حرص (إسرائيل) على دعوة أمثال صنصال، وهي التي اغتالت غسان كنفاني وكمال ناصر وعشرات المثقفين الفلسطينيين، وما زالت تضطهد كل صاحب قلم أو رأي في فلسطين المحتلة، مؤكداً أن صنصال لن يكسب من هذا سوى وصمة العار التي ستلاحقه منذ الآن أينما ذهب. [title]فعل معزول[/title] ويصور الشاعر الجزائري عبد الله الهامل زيارة بوعلام لـ(إسرائيل) بأنها "فعل معزول خاصة وأنه يأتي من كاتب لا يكتب بالعربية فهو فرنسي أكثر منه جزائري"، ويرى أن هذا يأتي في سياق ما أسماه الانبطاح العربي. ويوضح الهامل أن "صنصال ليس كاتباً كبيراً وليس مهماً، فهو منخرط في المؤسسة الثقافية الغربية والفرنسية بالخصوص لأسباب تاريخية ليست خافية على أحد"، لذا يرى أن مشاركته في معرض الكتاب بـ(إسرائيل) ليست حدثاً مهماً، وهو يعبر عن رأيه وقناعاته وبالتالي يجب وضع القضية في إطارها. أما صاحب رواية "السيدة من تل أبيب" الروائي الفلسطيني ربعي المدهون، فيرى أن زيارة صنصال لـ(إسرائيل) ستُطوى مع الكتب التي يتم جمعها في نهاية المعرض الصهيوني، معقباً بأن الأمر سيبدو مفهوما لو أنه جاء البلاد للقاء أهلها وأصحابها الشرعيين، يشاركهم أنشطتهم الثقافية، ويفضح الاحتلال وسياسات التمييز العنصري التي يتعرضون عليها منذ 64 عاماً. وصدرت لصنصال العام الماضي ترجمة عبرية لروايته الخامسة "قرية الألماني أو مذكرات الأخوين شيلر" الصادرة بالفرنسية عام 2008. وتتناول الرواية علاقة ضابط سابق في الجيش النازي بقادة جبهة التحرير الوطني في الجزائر، وأشادت صحيفة (هآرتس) العبرية بالرواية، موضحة أن "أهمية الرواية الكبرى تعود إلى ما تقدم من نقد صارم يوجهه المؤلف إلى الحركات الإسلامية، والمقارنة الواضحة بين ممارساتها وبين الجرائم التي ارتكبتها النازية". من جهتها تعتقد الشاعرة والإعلامية الفلسطينية أسماء عزايزة، أن جزءًا من النقاش الدائر حول قضية التطبيع الثقافي مع (إسرائيل) يجب أن يُحسم الآن، على إثر الحمى التي بدأت تنتشر عند عدد لا بأس به من مثقفين وفنانين عرب وفلسطينيين، بتكرار حالات يكون فيها المتعاون (المطبّع الفلسطيني والعربي) مع (إسرائيل) له تاريخ واضح ومعروف، لا يجعل منه بطلاً قومياً أو وطنياً حتى يُحاسب على مثل هذه الأخطاء.