تعثرت مفاوضات إعادة توحيد قبرص الأربعاء، بعد تقارير عن عدم مشاركة القبارصة الأتراك في الاجتماع الذي يعقد هذا الأسبوع، وسط خلاف متصاعد نكأ جراحا قديمة بخصوص طموحات للقبارصة اليونانيين.
وتوقفت المحادثات بين زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس أناستاسياديس وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي الأسبوع الماضي، بعد أن صوت برلمان القبارصة اليونانيين على الاحتفال بذكرى استفتاء أجري في 1950 سعيا للوحدة مع اليونان.
وتخلى القبارصة اليونانيون قبل عقود مضت عن فكرة الاستفتاء، لكن القرار بإحياء ذكرى ذلك التاريخ في المدارس أثار غضب القبارصة الأتراك الذين يقولون إن ذلك الطموح كان سبب الانقسام.
وبدأ أكينجي وأناستاسياديس محادثات سلام منذ نحو عامين وكان من المقرر أن يلتقيا مرة كل أسبوع، وأن يعقد الاجتماع المقبل غدا الخميس، لكن مسؤولين من القبارصة اليونانيين وتلفزيون (إن.تي.في) التركي قالوا إن أكينجي لن يشارك في الاجتماع.
وعبر أناستاسياديس الذي يرأس حاليا حكومة قبرص المعترف بها دوليا عن أسفه للقرار.
وكتب أناستاسيادس على تويتر "أنا مستعد لمواصلة الحوار في أي وقت".
ولم يصدر رد فوري من جانب القبارصة الأتراك الذين يطالبون بإلغاء التصويت البرلماني، قائلين إن ذلك يكشف عن عدم إحساس شديد بمخاوف مجتمعهم.
ونأى أناستاسياديس الذي يدير حكومة تنفيذية بنفسه عن البرلمان، معترفا أن توقيت التصويت غير مناسب وخاطئ وغير مجد. لكنه قال أيضا إن القبارصة الأتراك بالغوا في رد فعلهم.
ويصر القبارصة الأتراك على أن المسعى للوحدة مع اليونان كان مصدرا رئيسيا للتوتر الذي تحول إلى قتال وسبب انقساما لا يزال موجودا بين المجتمعين حتى اليوم.
وكان الجانبان يحرزان تقدما في المحادثات الرامية لإعادة توحيد قبرص كاتحاد يضم منطقتين ومجتمعين لكن الخلاف بشأن الاستفتاء أظهر هشاشة أي تقدم.
وسبق الاستفتاء غير الرسمي -الذي وافق فيه أكثر من 95 في المئة من القبارصة اليونانيين على الوحدة مع اليونان- انقسامات على مدار أكثر من 20 عاما بين المواطنين من أصل يوناني والآخرين من أصل تركي. ولم تعترف به بريطانيا التي كانت تستعمر قبرص في ذلك الوقت.
ثم انقسمت قبرص عام 1974 بسبب انقلاب سريع قام به أنصار الوحدة مع اليونان بإيعاز من أثينا.