لا ينكص الملوك وعدهم، ولاسيما إذا كان موثقاً في كتاب التكليف إلى رئيس الوزراء المكلف د. فايز الطراونة، فقد قال له الملك عبد الله في البند التاسع: " سنستمر بالقيام بدورنا الهاشمي التاريخي في رعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس". ما أروع هذا الكلام الصادر عن ملك عربي هاشمي، تأبى نفسه ألأبية أن يرى الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين في القدس تحت سيطرة اليهود الصهاينة، ما أروع أن يظهر ملك عربي قوي وجريء، يتحمل مسئولية رعاية وحماية الأماكن المقدسة، إنها النخوة والشهامة العربية، إنه الإسلام الطاهر حين يتجسد في شخصية الملك عبد الله، فما أروعك من ملك عربي أدرك دوره التاريخي في هذه المرحلة، فتقدم ليتحمل المسئولية!. يا جلالة الملك عبد الله، ضمن هذه المسئولية التاريخية، لم يبق أمام قادة العرب وملوكها ورؤسائها إلا أن يصطفوا من خلفك، ولاسيما أنكم قد اخترتم طريق الحق والصواب، طريق بني هاشم الذي أضاء ليل الأمة بالإسلام، واستأمنكم على الراية، لتقوموا بدوركم التاريخي في حماية الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحيين في القدس، إنه الدور الذي يلزمك بأن تجرد الجيوش لتحرير القدس، فتقدم يا جلالة الملك على رأس قواتك المسلحة، تقدم باتجاه الأماكن المقدسة، تقدم وحررها، هكذا فعل صلاح الدين الأيوبي الرجل الكردي الذي لم يكن عربياً ولا قرشياً ولا هاشمياً، ولا أحسب أن من جاء من صلب هاشم، الرجل القرشي العربي المسلم سيكون أقل شأناً، وأدنى منزلة، من صلاح الدين الأيوبي. تقدم يا جلالة الملك عبد الله، تقدم وحرر القدس لأنها مغتصبة، والأماكن الإسلامية والمسيحية تقع تحت السيادة الإسرائيلية، وتدوسها أحذية الجنود الإسرائيليين، تقدم يا جلالة الملك عبد الله، يا سليل الملوك، تقدم فإن اليهود يقفون على حائط البراق في كل صباح، يهزءون بعرب اليمن، ويستخفون بعرب الشام، وهم يدقون رؤوسهم بالحائط، ويستحضرون ماضيهم، ويبصقون على شوارب كل قادة العرب. يا جلالة الملك عبد الله، نتمنى أن يتحقق لكم النصر، وأن تتحرر الأماكن المقدسة من قيد اليهود، لذلك أنصح جلالتكم بأن تنسقوا خطوات الهجوم على اليهود الغاصبين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كي لا يكون هنالك زعيم عربي يحارب الصهاينة، وزعيم عربي آخر ينسق معهم سبل محاربة المقاومة، تعاونا مع بعضكما البعض يا جلالة الملك، ومزقا معاً معاهداتكم مع اليهود، وتفاهما سوياً على آلية سحق جيوش الصهاينة، ونحن جنودكم الطائعين، نحن فداؤكم يا ملوك، ويا رؤساء العرب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.