أوصت دراسة شرق أوسطية في كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر بغزة، بتفعيل المقاطعة التجارية لدولة الاحتلال، وتكبيدها الخسائر الفادحة، وطالبت في المقابل بتحسين المنتج الوطني الفلسطيني.
وتوصلت الدراسة، التي قدمها الباحث "إياد القطراوي"، لنيل درجة الماجستير، إلى أن المقاطعة سلاح فعَّال أثبت جدواه على مر التاريخ لا يقل فعالية عن المقاومة الشعبية لا قد يكون له تأثيرُ أكبر إذا ما تم استخدامه بطريقة صحيحة.
وأشارت الدراسة المعنونة بـ "المقاطعة العربية لـ (إسرائيل) في ظل عملية التسوية (1993-2015)"، إلى أن حالة الصراع التي عاشتها وما زالت تعيشها الأمة العربية تستوجب وجود سلاح المقاطعة إلى جانب الوسائل الأخرى التي من شأنها الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقرارات العربية والدولية التي تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت، أن المقاطعة العربية أوجعت الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمها وألحقت بهم خسائر فادحة ليس أدل على ذلك من تسخير دولة الاحتلال لكل إمكاناتها وطاقاتها وضخ أموالها وتسخير قوة إعلامية لمجابهتها.
وأفادت الدراسة، إلى أن دولة الاحتلال وحليفتها الأقوى أمريكا تعملان بكل جدية لمقاومة المقاطعة العربية، وتفكيكها والضغط على الدول العربية وتهديدها إما سياسيًا وعسكريًا أو بقطع المعونات الاقتصادية لإنهائها.
وطالبت، إلى ترسيخ مفهوم المقاطعة، التي هي واجب ديني وعقائدي، لمواجه دولة الاحتلال باعتبارها دولة محتلة ومعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني.
وقالت، "إن المقاطعة مسئولية وطنية تقضي بوجوب مشاركة الكل العربي والفلسطيني فيها وتجيير الأصدقاء من الغرب لصالحها".
ودعت الدراسة، إلى إدارة حملات المقاطعة بإدارة واعية وفق استراتيجية واضحة ومنظومة عمل متكاملة قادرة على تفعيلها بالطرق السليمة التي تمكن من تحقيق أكبر قدر من الخسائر الفادحة لدولة الاحتلال.
واعتبرت الدراسة، التطبيع مع الاحتلال هو بمثابة خيانة للتاريخ والنضالات ولأرواح الشهداء الذين قضوا في معارك البطولة ضد الاحتلال.
وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات، أهمها عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال، وإنشاء مراكز بحثية وبيوت فكر تكون قادرة على توجيه القرار السياسي العربي.
كما دعت إلى وقف جميع النشاطات التجارية مع الاحتلال، والتوجه إلى تحسين المنتج الوطني في كل بلد تنشط فيه فعاليات المقاطعة، واستخدام الفعّال للقانون الدولي من خلال توضيح مدى الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال في العالم العربي والإسلامي عامة والشعب الفلسطيني خاصة.