10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
14.54°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة14.54°
السبت 18 يناير 2025
4.43جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.73يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.43
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.73
دولار أمريكي3.62

"بنات طمّون": جائزة دولية بتسعة أذرع

"بنات طمّون": جائزة دولية بتسعة أذرع
"بنات طمّون": جائزة دولية بتسعة أذرع
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

انتزعت مدرسة بنات طمّون الأساسية الشرقية، مؤخرًا، جائزة المدرسة الدولية للمجلس الثقافي البريطاني.

وتبدو جدران المدرسة الفتية مزينة بلوحات تغني على ليلها، فيما تنهمك الطالبات في حصصهن، فيما تقص المديرة آمال دراغمة سيرة المنافسة على جائزة عالمية، فتقول: لم تكن لدينا فكرة كافية عن الجائزة، لكن رئيس قسم الإشراف أحمد رشدي شجعنا لخوض غمارها، ووجدنا أن الأمر سهل، وكل ما علينا فعله تنفيذ أنشطة وتوثيقها وتبادلها مع مدارس محلية وعربية، وتقديم مجهود تفاعلي.

لكل صورة حكاية

بدأت أسرة المدرسة بوضع تسعة محاور لطرق باب الجائزة، في مجالات وطنية وفنية وتربوية وعلمية وبيئية.

تضيف: اخترنا تتبع الغذاء الصحي، ونسقنا مع الخدمات الطبية العسكرية لتنفيذ فعاليات توعوية، وبدأ مجلس الأمهات برد الاعتبار للأطباق الشعبية، فكن يقدمن المجدرة والمفتول وغيرها للطالبات، ويشرحن طرق إعدادها وأهميتها، وطبّقنا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في المقصف، ثم مضينا وحالفنا النجاح.

انتقلت المدرسة إلى فضاء الصورة في ثاني المبادرات، ورفعت شعار (لكل صورة حكاية)، وفيها بدأت التلميذات في التعبير عن دلالات الصور الوطنية، وطوّرن ملكة الإبداع، وتعرفن على الكثير من المفاهيم المتصلة بفلسطين: الأرض والإنسان والتاريخ.

توالي دراغمة: بنيا شراكة مع التوجيه السياسي والوطني والأمن الوطني، واستحدثنا مبادرة ثالثة حملت عنوان (وطني في القلب)، وفيه وطوال الفصل الدراسي بدأت الصغيرات بسماع محاضرات تثقيفية عن سر اختيار لوحات بعينها، صارت تشغل جدران المدرسة، وتشعل في الطالبات الفضول لمعرفة سر ألوان العلم والرموز الأخرى، وأصول الحكاية الوطنية من بابها إلى محرابها، وتابع محمد العابد وعلى أبو محسن التنفيذ.

بيئة ومناهج

اختار فريق المدرسة التدوير ميدانًا للمبادرة الرابعة، وفيها رحن يتعلمن مفاهيم بيئية خاصة بتدوير الورق، وإطارات السيارات. ولم تكتف الصغيرات بسماع حديث نظري، بل نسّقت الإدارة مع سلطة جودة البيئة لتأمين محاضر ينقل الأفكار إلى عمل، فبدأ أيمن عبد ربه في عجن الورق وتجفيفه، والاستفادة مجددًا من إطارات السيارات، للمساهمة في حماية البيئة، وتزينت الجدران والصفوف بها.

تتابع المديرة: "زرعت الطالبات في مبادرتهن الخامسة الأعشاب الطبية، وصرن ينقلن التوعية باستعمالاتها وأهميتها لزميلاتهن". وكان بوسع الزائر مشاهدة الميرمية والنعناع وحصى البان والبابونج واليانسون وأصناف أخرى في الحديقة، وجمعن المحصول، وقبلها وضعن بالشراكة مع الخدمات الطبية أسماء الأزهار العلمية والإنجليزية ووصفها وفوائدها، ثم انتقلن لاستخدامها في الدروس.

وحولت المبادرة السادسة أنشطة المناهج إلى ألعاب سهلة ومحببة للدارسات، فحين قرأن بين دفات الكتب أن المنطاد مركبة أخف من الهواء، تتألف من كيس مرن ضخم يسمى غلافاً يحتوي على هواء ساخن، أو غاز أخف من الهواء يرفعه في الجو، وأنه غلافه يصنع من حرير معالج أو مطاط أو نايلون، لم يعن ذلك لهن كثيراً.

كما أن تتبع معلومة حول تاريخ أول منطاد عملي حلًق بالهواء الساخن عام 1782 ابتكار للأخوين الفرنسيين جاك إتيين وجوزيف مونغولفي لن تستقر في أذهانهن.

وتحمل المبادرات السابعة والثامنة والتاسعة بصمات خاصة، فتواكب اللغة الإنجليزية عبر الإذاعة الصباحية والحوارات الثنائية لتعميق اللغة الأجنبية، وتنتقل نحو تعليم الموسيقى لطلبة الصفوف الثلاث الأولى، وتهتم بالتراث وزيارة أماكن تاريخية والتعريف بيوم الكوفية.

ابتكارات وحرائق

تقول ابنة الصف التاسع رزان أحمد بشارات، إنهن تعلمن إطلاق المنطاد، ويومها ارتفع في أعالي البلدة إلى أن اختفى، ولو بقيت المعرفة مجردة لما استقر في ذاكرتهن.

تنافس بشارات وزميلاتها ورود عصام على جائزة معرض العلوم والتكنولوجيا، وقد طورن ربوتًا (إنسان آلي) لإطفاء الحريق، يحتوي على نظام جهاز إنذار، ومجسم دخان بصري يستشعر الحريق، ويوجه إنذاراً لإخمادها في مصدرها. كما تتعلم الطالبات مفاهيم تدوير الورق كبديل عن إلقائه في حاويات النفايات.

وتروي منسقة المشروع سوسن بني عودة: اخترنا مشاريع تناسب مدرستنا ومجتمعنا لتطبيقها وتبادلها مع مدارس أخرى عربية ومحلية، ورحنا نفتش عن شريك، فتبادلنا التراث مع "كفر كلا الباب" للغات بمصر، والصورة مع متوسطية القادسية للبنين بالعراق، واخترنا الغذاء الصحي لمدرسة قطرية، وعملنا طوال العام، ووثقنا كل ما فعلناه، وسلمنا ملفاً من 300 صفحة يرصد المبادرات والأنشطة، مذيلة بتقييمات من 3 طالبات ومثلهن من الزائرين والحضور.

وتضيف بني عودة: تنافسنا مع 40 مدرسة على مستوى الوطن، وحققنا مركزًا من بين أفضل 10 مدارس، وكنا المؤسسة التعليمية الوحيدة في مديريات: طوباس، وجنين، وقباطية، وسنواصل أنشطتنا التفاعلية، وآخر ما نفذناه فعاليات (حراس البيدر) التي تطلقها الوزارة.

ووفق موقع المجلس الثقافي البريطاني، فإن الجائزة وسام شرف للمدارس التي تتمكن من إضفاء بعد دولي على التعليم والتعلم، وتطويره من خلال: إطار للشراكات الدولية والتعليم العالي، واعتراف بالمعلمين وبمدرستهم، وخلق روابط بين المعلمين من البلدان الأخرى، والمساعدة على تبادل أفضل الممارسات المهنية وتطوير مهارات جديدة، وتسليط الضوء على المدرسة من خلال وسائل الإعلام.