ليست المرّة الأولى التي يحصل فيها القارئ "عاهد زينو"، على ألقاب دولية وعربية ومحلية، بعد مشاركته في عدة مسابقات دولية ومحلية حاصلاً على المرتبة الأولى منها؛ مسابقة العالم العربي في الإبداع بالتلاوة في المملكة المغربية، ومسابقة محفظي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالإضافة لمسابقة تجويد القرآن الكريم عدا حصوله على جائزة فلسطين لعام 2011م.
لكنّ هذه المرّة يحتفل بلقبه، الأول محليًا في مسابقة رفع صوت الأذان، والتي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، على حسابه في "فيسبوك"، رغم إعلان نتائج المسابقة، من شهر يناير من العام 2017م، لافتًا أنظار الإعلام بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة وليس الإعلام الجديد بآخر، إلى أن حجم تسليط أقلامكم وكاميراتكم على مسابقة "لن سكت المآذن"، كانت ليست بحجم "عرب آيدول"، تغطيتًا وتداولًا وحتى على مستوى التعاطف الرسمي.
الشيخ القارئ، عاهد بشير زينو، أكد في حديث خاص بمراسل "فلسطين الآن"، أن المسابقات الدينية والقرآنية لا تحظى دائمًا باهتمام إعلامنا المحلي والعربي، "فليست المرة الأولى التي أفوز فيها بمسابقات عربية ومحلية، ويتجاهلني فيها الإعلام".
وبيّن زينو، أن الإعلام لا يتجاهل الأشخاص بقدر ما يتجاهل المسابقات القرآنية والدينية، "التي هي واجب ديني على كل حارس بوابة إعلامية في نشرها وإبرازها".
القارئ الثلاثيني، "زينو" من مدينة غزة، نشأ في بيتٍ شغوف لارتياد المساجد وعاشقًا لتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار، لوالدين حريصين لأن يتصدر المرتبة الأولى في كل مجال يخوضه، وهبه الله صوتًا نديًا ليبدأ رحلته في رحاب حفظه لكتاب الله منذ نعومة أظفاره.
أنهى مراحله الدراسية في المعهد الشرعي، ليعَيَن بعدها إماماً للمسجد العمري الكبير من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومديراً لديوان القراء المبدعين الأول في فلسطين، بالإضافة إلى حصوله على سندٍ متصل إلى النبي، وشهادة بالقراءات العشر في تلاوة القرآن.
قدراته الإبداعية ، أهلته للمشاركة في كل محفلٍ للقرآن، وممثلاً عن فلسطين في دول ماليزيا وبريطانيا ومصر والمغرب والسعودية.
ويحاكي الشيخ "زينو"، أصوات العشرات من القرّاء عربيًا ومحليًا، محبًا لتقليد صوت عبد الباسط عبد الصمد ومحمد المنشاوي بالإضافة إلى العفاسي والعجمي وغيرهم من القرّاء.
ويطمح زينو لإكمال دراسته العلمية وتمثيل فلسطين في القرآن الكريم بالعالم العربي والإسلامي بالإضافة إلى تسجيل كتاب الله كاملاً بصوته، وتخريج كوكبة من المقرئين المتميزين عدا عن رغبته الشديدة في فتح فضائيةٍ قرآنية خاصة بشباب فلسطين، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
ونصح القارئ، "زينو"، أصحاب المواهب سواء الصغار أو الكبار أن يتوجهوا لتنمية مواهبهم في ترتيل القرآن الكريم بعيدًا عن البرامج الماجنة، داعيًا الجميع للالتفاف حول مائدة كتاب الله وفهم معانيه الحكيمة والتدبر فيه.
وعن حصوله على المرتبة الأولى في مسابقة، "لن تسكت المآذن"، والتي تتحدى قرارات الاحتلال بمنع الأذان في مدينة القدس المحتلة، أشار إلى أن مشاركته في المسابقة تأتي نصرة لبيوت الله ومآذن المساجد الشامخة في مدينة القدس، ورفضاً لقرارات الاحتلال الظالمة والعنصرية بمنع الأذان في القدس والداخل المحتل.
بدوره، قال مدير عام التحفيظ بوزارة الأوقاف عبد الهادي الأغا، "نُطلق هذه المسابقة لنقول للاحتلال أن مساجدنا ستبقى شامخةً ترفع الأذان في كل صلاة وفي كل مكان من فلسطين".
وبيّن الأغا، أنه منذ أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية بغزة، سجّل العشرات في المسابقة ليصل عدد المشاركين في المسابقة بعد التصفيات لـ 18 متسابقاً ممن يتقنون رفع الأذان بشكل قويم.
من جانبه، أبدى رئيس لجنة التحكيم في المسابقة، عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية، عبد الخالق العف، إعجابه الشديد بأصوات المشاركين الثماني عشرة بعد أن تم استعراضهم على اللجنة والجمهور.
وأضاف العف، "ما أجمل أصوات المتسابقين جميعهم لكن قانون المسابقة ينص على ترشيح خمسة فائزين ليس أكثر".
ولفت إلى أن هذه الأصوات الندية لابد من الاهتمام بها حتى يتألقون ويمضون قدمًا في مسابقات دولية في ظل جهود طيبة من قبل الجهات الداعمة والجهات المسئولة عن ذلك، مؤكدًا أن العام الجديد 2017 م سيشهد احتفاءً بكوكبة مباركة من آلاف الأصوات الندية في غزة.
وأعلن العف، عن أسماء الفائزين الخمسة: وهم عاهد زينو وياسر حسونة وهمام خلة وياسين أبو خصيوان وعدي الأخرس، مرتبين من المركز الأول حتى المركز الخامس.