كشفت مواقع إلكترونية ومدونات محلية أن قيادات عليا في نقابة صحفيي الضفة الغربية متورطون رسمياً بالتطبيع مع صحفيين صهاينة، في وقت تدعي فيه النقابة والقائمون عليها أنها تحارب التطبيع وأن ميثاقها الجديد يجرم هذه الفعلة ويفصل كل صحفي يطبع مع الاحتلال. وعلى رأي المثل القائل "حاميها حراميها"، فالمعلومات تشير إلى أن المدعو عبد الناصر النجار مسؤول النقابة في الضفة وأحد أبرز مساعديه وهو نبهان خريشة قد شاركت قبل اشهر قليلة في لقاءات ثنائية مع صحفيين صهاينة، والتقوا مع نقيبهم. وفي التفاصيل فقد عقد النجار وخريشة في العامين الماضيين سلسلة لقاءات مع نقيب الصحافيين الصهاينة "داني زاكن". وأظهرت وثائق أن النجار و"داني زاكن" التقيا في المرة الأولى قبل عامين في مؤتمر دولي في مدريد، واتفقا على مواصلة اللقاءات. ولاحقا توجها إلى ممول نرويجي لتمويل لقاء ثنائي سري لهما في العاصمة الفرنسية باريس. وعقد هذا اللقاء وفق ما تظهر الوثائق في كانون ثاني عام 2011 (أي قبل 16 شهرا فقط)، وتركز حول منح بطاقة الصحافة الحكومية الصهيونية للصحافيين الفلسطينيين. وأظهرت الوثائق أن الاتصالات بين ممثلي النقابتين تواصلت منذ ذلك الحين "عبر الهاتف والبريد الالكتروني". يأتي الكشف عن هذه المعلومات كنوع من الحرب المتبادلة بين أعضاء نقابة الضفة بين بعضهم البعض من جهة، وبين صحفيين مستقلين وآخرين محسوبين على تيار السلطة وفتح من جهة أخرى. تلك الحرب استعرت حين كشف النقاب عن مشاركة 10 صحفيين فلسطينيين في لقاء "أوسلو" الدولي الذي عقد في الفترة ما بين 1-4/5 الجاري بمناسبة يوم الصحافة العالمي، بحضور صحفيين صهاينة، وهو ما اعتبر نوعا من التطبيع المرفوض. وقال المدون محمد أبو علان صاحب مدونة "بحرك يافا" إنه "وبعد الكشف عن لقاءات نقيب الصحفيين الفلسطينيين مع نقيب الصحفيين الصهاينة، نود توجه سؤال لنقابة الصحفيين الفلسطينيين بشكل عام، ولرئيس النقابة بشكل خاص، كيف تتهم نقابة الصحفيين من حضروا من الصحفيين الفلسطينيين لقاء "أوسلو" بالتطبيع في الوقت الذي يعقد فيه رئيس النقابة لقاءات ثنائية مع نقابة الصحفيين الصهاينة؟ [color=red][b]تفاصيل وصور[/b][/color] وكان النقاب قد كشف عن تفاصيل لقاءات واجتماعات نظمها "المعهد الدولي للصحافة" في العامين الماضيين في فرنسا وألمانيا لمسؤولين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين والصهاينة، جرى فيها مناقشة مشاريع عمل مشتركة. وفي المعهد الذي زاره العديد من الصحفيين الفلسطينيين مؤخرا تظهر على جدرانه صور للقاء سابق لعدد من الصحفيين الفلسطينيين الذين دعوا لمقاطعة الصحفيين الصهاينة مع صحفيين يمينيين متطرفين. ففي إحدى الصور تظهر صحفية فلسطينية عضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وهي كانت من المتحمسين لدعوات المقاطعة في الأيام الأخيرة في صورة تجمعها وآخرين مع "بوعز هندل"، الذي كان لفترة قريبة مستشار إعلامي لرئيس حكومة الاحتلال واستقال في أعقاب فضيحة التحرش الجنسي في مكتب "نتنياهو". في المقابل تظهر صورة أخرى لمدير تحرير إحدى الوكالات المحلية مع الصحفي الصهيوني المختص في الشؤون الأمنية "يوسي ملمان". وهنا الحديث يدور عن المدعو ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا.