13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: رسالتي إلى شباب فلسطين

لا يختلف اثنان على أن الشباب هم عماد النهضة لأي أمة وسر قوتها، والعمود الفقري الذي تقوم عليه الدول وتتطور، وبفضل الشباب تستطيع هذه الدول أن تجد لها مكاناً مرموقاً بين المجتمعات، فالشباب عملت نادرة إذا ما أحسن استغلالها واستثمارها بشكل جيد فإن خراجها سيكون الخير كله للدولة وللبشرية. والشباب الفلسطيني مثله مثل الشباب العربي الذي نراه اليوم ينتفض على ذاته ويتحرك في ثورات عارمة لصناعة مستقبله وانتزاع حقوقه من بين أنياب الدكتاتور العربي الذي تسلط علينا فنهب مقدراتنا وحرق أخضرنا ويابسنا، فأصبحت الأمة خادمةً لرئيسها بعد أن كان الرئيس خادماً لأمته. إلا أن ما يميز هذا الجيل من الشباب الفلسطيني، أنه ولد من رحم الانتفاضة الأولى وتربى على حلم الدولة الموعودة، ثم وجد نفسه يقود انتفاضة الأقصى، ثم يحرر أجزاء من فلسطين ممثلة بقطاع غزة، ثم يشارك بإرادة الباحث عن الحرية في انتخابات شهد العالم بروعتها ونزاهتها. وبين هذا وذاك كان الشباب ينتقل من معركة إلي معركة يشعر بقيمته كشاب يصنع التحرير ويصنع مستقبله ومستقبل قضيته، لكن هذا الشعور لم يستمر فها هو الشباب يجد نفسه فجأة يدخل في أتون تجاذبات السياسة المقيتة، ليعلن الزمان توقفه والتاريخ تراجعه، ودخل الشباب مع هذا الانقسام في نفق مظلم فالحاضر مؤلم والمستقبل مجهول. ووسط هذا الظلام الكبير انطلق الشباب يضرب يميناً ويساراً في محاولة بريئة لتذكير الساسة أن كل ما يحدث يصب في خدمة الاحتلال فمستقبله دمر وحاضره تأثر، لكن هذه الدعوات الشبابية لم ترقى في قوتها بحيث تنعكس قوة ضاغطة على الساسة الذين تنكروا لهذا الجيل الذي كان مخلصاً مع هؤلاء الساسة في كل الميادين والمحطات المهمة، ومن هنا كان لا بد من رسالة إلي شباب فلسطين، علها تجد مكانها في عقولهم وقلوبهم. يا شباب فلسطين: إذا أردتم قيادة مسيرة البناء والإصلاح والتغيير والوحدة، فإن عليكم أن تنبذوا خلافاتكم الداخلية وأن توحدوا صفوفكم وأن تتفقوا على رسالة سامية وهدف كبير، وأن وتنحوا مصالحكم الشخصية جانباً، وأن تلتقوا على أن فلسطين أكبر منا جميعاً وهي الأقدر على جمع شتاتنا، وأن طريق التنازل ليس طريق الشباب الذي قدم نموذجاً في المقاومة والتحرير والثبات. يا شباب فلسطين: إن الأمة اليوم تموج كموج البحر الهادر ويتمايز الناس كما لم يتمايزوا من قبل وانطلاقاً من هنا من فلسطين وأملاً في العودة إلي هنا إلي تحرير فلسطين، فيا شباب فلسطين أنكم جند الحق ورافعوا اللواء، ولا خيار أمامكم إلا الانحياز للحق ولو بدا فقيرا، وحين تتمايز الصفوف بين الأنظمة والجماهير فأنتم مع الجماهير النابضة بالانتماء للدين وحب الوطن" فدوروا مع الإسلام حيث دار" لأن قضيتكم واضحة جلية لا تقبل التنازل أو التقسيم، وفلسطين لكم جميعاً فإياكم ودعاة التفاوض والانبطاح. يا شباب فلسطين: إنها مرحلة مخاض عسيرة فشمروا عن ساعد الجد وقدموا لوطنكم وكونوا جنوداً قبل أن تكونوا قادة " فالجندية طريق القيادة" وامنحوا فكرتكم ومشروعكم ووطنكم وعلمكم ووقتكم وجهدكم وجهادكم ومالكم" وَاللّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ".