ما أوجع الكتابة عن سيرة القائد الفاسد محمد رشيد! الرجل الذي يحمل جوازات سفر لخمس دول، بما في ذلك جواز سفر دبلوماسي صادر عن السلطة الفلسطينية في رام الله! إن جواز السفر الفلسطيني ليؤكد أن القائد الفاسد محمد رشيد ليس استثناءً، وإنما هو جزء من القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني، وهو عودٌ من حزمةٍ، لم يأت من خارج الأجواء السياسية العامة التي أفرزت مئات القادة؛ الذين هم على هيئة محمد رشيد، وما زالوا يمثلون مرحلة سياسية، ترى أن التنسيق الأمني والتعاون مع المخابرات الإسرائيلية عملاً وطنياً. إن المثل الشعبي: "لحم كلاب في ملوخية" لينطبق على المعركة الدائرة بين رئيس السلطة القائد محمود عباس وبين المتهم بالفساد القائد محمد رشيد، لأن كلا الرجلين كان شريكاً في القرار السياسي والمالي والأمني في فلسطين لعدد من السنين، وخضع لإرادتهما الشعب الفلسطيني الذي صار عيدان ملوخية تتكسر أعناقها تحت أقدام الرجلين، وبالمناسبة، فإن القائد محمد رشيد لا يقل دناءة سياسية، ولا بذاءة تاريخية، ولا وحشية وتبعية، ولا سوء سيرة ذاتية عن القائد المدعو عدنان ياسين مدير مكتب محمود عباس، الذي كان مؤتمناً على أسرار الثورة الفلسطينية العسكرية، لنكتشف بالصدفة أنه جاسوس إسرائيلي، لقد اختفى الجاسوس عدنان ياسين عن الأنظار فجأة، ليظهر محمد رشيد في دائرة الاتهام فجأة، فهل يعرف أحد كيف صار كل من عدنان ياسين ومحمد رشيد قائداً؟! وكيف أمسك الرجلان بمفاصل العمل التنظيمي والسياسي والاقتصادي والأمني في فلسطين؟ وما هو مصير الجاسوس عدنان ياسين؟ وكيف تحول محمد رشيد بين عشية وضحاها من قائد إلى فاسد؟. عندما يتهم القائد الفاسد محمد رشيد زميله السابق رئيس السلطة القائد محمود عباس بالفساد، ويتهم أولاده أيضاً بالسرقة، ويتهم عددًا من زملائه القادة الوزراء الحاليين والسابقين بالفساد، فمعنى ذلك أن وراء هذا القائد الفاسد محمد رشيد مخابرات دولة قوية، جعلت منه قائداً فلسطينياً، ثم مكنته من جمع المعلومة التي يهدد فيها زملاءه القادة التاريخيين، وعليه أزعم إن تركيز الخلاف بين القادة الفلسطينيين على موضوع الفساد المالي فقط، فيه تغطية على الفساد السياسي؛ الذي هو ولي أمر كل أنواع الفساد الأخرى، لأن الفساد السياسي هو الذي سمح للقائد محمد رشيد أن يركب دبابة الجيش الإسرائيلي قبل عشر سنوات، وينتقل فيها من رام الله حتى بيت لحم، كي يشرف على استسلام مجموعة من شباب المقاومة الفلسطينية الذين اعتصموا في كنيسة المهد، ويسهم في قرار إبعادهم عن فلسطين حتى يومنا هذا!. إن ما في جعبة القائد الفاسد محمد رشيد من معلومات سرية قد أجبرت القيادة الفلسطينية التاريخية على السكوت عنه كل تلك السنوات الماضية، وإنها المعلومات السرية نفسها التي فرضت على القيادة التاريخية أن تدرك سها عرفات في فرنسا، وتمنعها من إكمال صرختها عبر وسائل الإعلام، حين قالت: أغيثونا، إنهم يقتلون أبو عمار. رحم الله شهداء ثورتنا الفلسطينية، وغفر الله للفقراء البسطاء الذين ما زالوا يهتفون بحياة القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني، ولا غفر الله لأولئك الذين ما زالوا يعزفون كذباً على أوتار الثوابت الوطنية، ليرقص الموظفون طرباً على صرف الرواتب الشهرية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.