مع هبوب الذكرى الرابعة والستين للنكبة الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين بأيد صهيونية بعيدا عن بلداتهم تعود الذكريات وسرد المشاهد لتلك الحادثة الأليمة في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية. ولأجل استرجاع الصورة قبل 64 عاما استضافت مساء أمس السبت جمعية الشيخ الشهيد نظير اللوقة برفح الحاج مطلق الداهودي "84 عام" من بلدة برقة ، والحاج أبو العبد عيد "80 عام" من بلدة زرنوقة ، والحاج أبو يحيى صبح من بلدة حتا ليذكروا المصلين في مسجد بلال بن رباح عن ذكريات النكبة . وتحدث الكبار عما كان يسود البلدات الفلسطينية من حياة هادئة واستقرار ، وذكروا صورا من التآلف والمحبة التي ربطت العلاقات بين الأهالي ، وشرحوا بعضا من المصطلحات القديمة التي كانت تستخدم في الواقع الفلسطيني مثل الطابون والجرن وغيرها . وسلط الحاج مطلق الداهودي الضوء على معركة بيت دراس والتي سبقت النكبة والتي قتل فيها خمسة من الصهاينة رآهم بأم عينه ، كما ذكر حادثة دفنه لشهيد من زرنوقة وجده مقتول في كثبان رملية أثناء هجرته من برقة إلى أسدود. وأضاف الداهودي:" عندما هاجرنا إلى سدود قدم الجيش المصري وتمركز شمال البلدة ، وقام بجمع المقاومين وتفقد سلاحهم". وكأحد هؤلاء المسلحين حسب الداهودي أن الجيش المصري سيزودهم بالسلاح الجديد حيث أن الأسلحة التي بحوزتهم كانت قديمة وصدئة إلا أنه قال :" كان قائد مصري يدعى الماواوي طلب منا عدم إطلاق النار في حال دخول الصهاينة إلا بعد الأوامر ، وبعدها انسحب الجيش المصري وتم اقتحام البلدة وتهجيرنا إلى قطاع غزة". ومن جانبه أفاد الحاج أبو العبد عيد أن اليهود كانوا يسعون بكل ما أوتوا من جهد لاستملاك الأراضي الفلسطينية وشرائها قبل النكبة وذلك بمساعدة الانجليز . وأرجع سبب النكبة الفلسطينية إلى دور بريطانيا الخبيث في دعم اليهود بالمال والسلاح الحديث فيما كانوا يمنعون الفلسطينيين من ذلك . وتحدث الحاج أبو يحيى صبح عن معاناة الهجرة وخروجهم من ديارهم مشيرا إلى فساد الأسلحة التي اشتروها من مصر لأجل محاربة اليهود ومؤكدا أنهم لا عوض لهم عن فلسطين وأن العودة والنصر وعد رباني وبشارة نبوية لا بد أن تتحقق. وأوصى الحضور خاصة الجيل الصاعد منهم أن يتمسكوا بأرضهم ويدرسوا عنها جيدا وأن يعملوا كل جهدهم لتحريرها من دنس اليهود الغاصبين . وجاء حديث ملتقى الذكريات ضمن برنامج وفعاليات على مدار أسبوع أعدتها جمعية الشيخ الشهيد نظير اللوقة إحياء لذكرى النكبة الأربعة والستين .