حثت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، مصرعلى تعجيل إجراء اللقاءات اللازمة مع وزير النقل في الاتحاد الروسي للتوقيع على بروتوكول بشأن استئناف الرحلات الجوية.
وقالت ماتفيينكو خلال لقائها برئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، السبت 4 مارس/آذار: "أود أن أطلب منكم أن تتبنوا قرارا بتكليف وزير النقل في أقرب وقت ممكن ... باللقاء مع وزيرنا للتوقيع على البروتوكول".
وأوضحت ماتفيينكو، أن التوقيع على هذا البروتوكول من دون مشاركة شركات الطيران الروسية لا يمكن أن يجري لصلتها المباشرة بالعمل في المطارات المصرية، قائلة: "استئناف الاتصالات الجوية ينبغي أن يسبقه التوقيع على البروتوكول المتفق عليه (مع عدم وجود مشاكل) بين حكومتي روسيا ومصر.. اتفقت مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن هذا العمل ينبغي أن يجري سرا".
محطة للطاقة النووية في الضبعة
أعلنت ماتفيينكو، أن موسكو مهتمة ببناء أول محطة للطاقة النووية في الضبعة، بل تعتبره مشروعا استراتيجيا مهما بين البلدين.
وقالت ماتفيينكو خلال لقائها رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل في القاهرة: "فيما يتعلق ببناء محطة الطاقة النووية، بالطبع هذا مشروع استراتيجي وضخم، بين بلدينا، ونحن مهتمون بتنفيذه بنجاح".
وأشارت ماتفيينكو إلى أنه تم توقيع القسم الأساسي من الاتفاق في العام الماضي، ومن المتوقع إعداد وتوقيع ثلاثة أجزاء متبقية من الاتفاق، والبدء بتنفيذ المشروع.
هذا وقد أعلن وزير التجارة والصناعة المصري، طارق قابيل، في يناير/كانون الثاني الماضي أنّه يتوقع إبرام اتفاق بناء محطة الطاقة النووية في الضبعة مع روسيا خلال 3 أشهر.
يذكر أن روسيا ومصر وقعتا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على اتفاقية بين الحكومتين بشأن بناء وتشغيل أول محطة نووية بتكنولوجيا روسية في منطقة الضبعة على (ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب مصر)، وستتكون المحطة من أربع وحدات بقوة 1200 ميغاواط لكل واحدة منها، وبمقتضى الاتفاقية تقدم روسيا قرضا لمصر بقيمة 25 مليار دولار لتمويل عمليات إنشاء هذا المشروع الذي ينفذ على 7 سنوات.
إنشاء منطقة صناعية
كما أثنت ماتفيينكو على مشروع إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر ما سيوفر فرص عمل جديدة واستثمارات كبيرة، طالبة من اسماعيل أن يقوم بالإيعاز بالتعليمات المناسبة "حتى لا نضيع الوقت".
ومن المفترض أن تقوم المنطقة الصناعية بإنتاج الشاحنات والجرارات الزراعية والمنتجات البتروكيماوية.
وفي فبراير/شباط، ذكر الموقع الرسمي لمشتريات الحكومة أن وزارة الصناعة والتجارة في روسيا حصلت على سعر منافس للعقد بحده الأقصى البالغ 20 مليون روبل من أجل إعداد خطة عمل وخطة رئيسية للمنطقة الصناعية الروسية في بورسعيد المصرية.
وقال في وقت سابق، إيغور اشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة "تكنوبوليس موسكو" إن الاستثمار في المنطقة الصناعية الروسية في مصر يمكن أن يصل إلى 20 مليار دولار.
من جانبه، قال نائب وزير الصناعة والتجارة المصري، أحمد عنتر لوكالة "نوفوستي" الروسية، سابقا، إن المفاوضات بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية تجري في مصر بطريقة ديناميكية، وتم حل معظم المشاكل التي تعرقل البدء بتنفيذ المشروع.
التعاون البرلماني
بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لماتفيينكو والوفد المرافق لها، تنوع وثراء العلاقات الثنائية. مشيرا إلى أن بلاده حريصة على مواصلة العمل على الارتقاء بهذه العلاقات وتطويرها على مختلف الأصعدة، ولا سيما العلاقات البرلمانية التي تعد أحد أهم سُبل التقارب بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
وأعرب السيسي أيضاً عن أهمية ترسيخ الشراكة مع روسيا في مختلف المجالات وخاصة في الجانب الاقتصادي والتجاري، وذلك من خلال إقامة مناطق صناعية ومراكز لوجستية في مصر، في ضوء ما توفره مصر من منفذ متميز للمنتجات الروسية إلى الدول العربية والأفريقية.
من جانبها، قالت ماتفيينكو خلال لقائها السيسي:" العلاقات الروسية المصرية ذات طابع غني ومتنوع.. مصر تسعى لمواصلة تطوير العلاقات مع روسيا في مجالات مختلفة، وخصوصا في مجال البرلمان، الذي يعتبر أحد أهم عناصر التقرب بين البلدين على مستوى الحكومة والشعب".
وبحسب البيان أشادت المسؤولة الروسية بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط وجهودها في استعادة الاستقرار والأمن وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، فضلاً عن تصديها الحاسم للإرهاب سواء من خلال المواجهات العسكرية والأمنية أو على المستويات الفكرية والثقافية، مشيرة إلى تقدير روسيا الكامل لجهود مصر في هذا الصدد، وحرصها كذلك على دعم جهود مصر التنموية، بما يلبي تطلعات الشعب المصري، بحسب البيان.
كما تم خلال اللقاء بحث التطورات الإقليمية والدولية، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، في ضوء علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين، حسب البيان.
كان ماتفيينكو قد وصلت إلى القاهرة مساء أمس الجمعة في زيارة لمصر تستغرق يومين، والتقت اليوم مع رئيس مجلس النواب علي عبد العال، ورئيس الوزراء شريف اسماعيل.