يتفق المحللون السياسيون والمراقبون للشأن الإسرائيلي، على نية حكومة الاحتلال الدائمة على شن حرب على قطاع غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية فيه.
لكن لا زالت "ساعة الصفر" للحرب وإرهاصاتها، محل خلاف لدى العديد من المراقبين والمحللين، خاصة مع تباين تصريحات قادة الاحتلال ومواقفهم.
ففي الوقت الذي يعتبر فيه بعض المحللين أن تقرير مراقب الدولة وتطور قدرات المقاومة محفز على شن حرب عاجلة على قطاع غزة، قد لا تتعدى أشهر، إلا أن البعض الآخر يراه مثبطا لعزيمة الاحتلال، خاصة مع الحاجة الملحة لمعالجة أخطاء الماضي.
استبعاد للحرب
المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد، استبعد إقدام الاحتلال الإسرائيلي على شن عدوان على قطاع غزة، خلال الفترة القريبة المقبلة.
وعزى مقداد استبعاده لإمكانية شن الاحتلال لعدوان على القطاع، لعدة أسباب أبرزها، أن جيش الاحتلال يحصل من خلال استهدافه مواقع للمقاومة هنا وهناك على مكاسب أفضل من شنه حربا.
كما أكد مقداد أن الاحتلال الإسرائيلي مازال يلملم أوراق فشله حول عدوانه على قطاع غزة عام 2014، والذي كشف تقرير مراقب الدولة النقاب عنه، وبالتالي لن يدخل في حرب جديدة وهو لم يعالج أخطاء الماضي.
ولفت المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن نتنياهو لم يتبق له سوى سنة واحدة في الحكم، وسيسعى جاهدا للخروج من منصبه بموقف ومكسب سياسي مشرف كعقد صفقة تبادل، لا بحرب ممكن أن تقضي على مستقبله السياسي إلى الأبد.
تقرير المراقب محفز لشن حرب
من جهته اختلف الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، مع مؤمن مقداد حول فكرة الحرب، معتبرا أن الحوافز لدى الحكومة الإسرائيلية لشن عدوان على قطاع غزة متواجدة وبقوة.
وقال الشرقاوي، إن القارئ لتفاصيل تقرير "مراقب الدولة الإسرائيلي، وخاصة لما بين السطور فيه، يجد أن هناك تعليمات واضحة للجيش بتبني أهدافه ومعالجة أخطاء عدوان 2014.
وأضاف الشرقاوي، أن ثنائي الغطرسة في حكومة الاحتلال متوفر وهما نتنياهو وليبرمان، كما أن الموقف الدولي سيتم تغطيته من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي يعتبر الصديق الصدوق لحكومة الاحتلال.
ولفت الشرقاوي أن الاحتلال الإسرائيلي، يرى أن لديه خلال الأشهر المقبلة استحقاقين مهمين، وهما قطاع غزة في الجنوب، والجنوب اللبناني في الشمال، إلا أنه أكد ان استحقاق قطاع غزة هو الأقرب لما يحويه من الخطورة على الداخل الإسرائيلي.
إرهاصات
ويجري الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مناورات واسعة على مستوى غلاف غزة، وستتم هذه التدريبات بمشاركة العديد من أسلحة الجيش الإسرائيلي.
ويذكر أن وزير الإسكان الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر "يوآف غالانت"، صرح قبل شهر من الآن أن الحرب على قطاع غزة لن تتعدى الربيع المقبل.
كما أن عددا من قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي وأبرزهم وزير الحرب "ليبرمان" ورئيس الأركان "أيزنكوت" اكدوا أن الحرب على قطاع غزة مسألة وقت.
والجدير ذكره، أن الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، أكد أن أي اعتداء قادم من الاحتلال سترد عليه المقاومة ولن تسكت عنه، في إشارة منه على ضرب الاحتلال لأهداف في قطاع غزة، زعما منه أنها رد على صواريخ أطلقت على قطاع غزة.