19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: الرأيُ الصَبوح في ترجيح مرسي على أبي الفتوح

كلامي يجيء متأخراً كثيراً ، بسبب انتصاري لتيار دعوة الإصلاح في الإمارات، فعسى الله يغفر لي، وعسى إخوتي يفهمون عذري ، وكان من اللازم أن استجيب لطلب من الأخ الدكتور وصفي دعاني فيه إلى بيان رأيي في كلامٍ لمستشارٍ يفهم أن عضو جماعة الإخوان يسعه أن لا يلتزم برأي القيادة في وجوب التصويت لمرشح الدعوة الأستاذ محمد مرسي، ولكني تكاسلت، لظني أن الأمر واضح، فلما رأيت استمرار الوهم قررت الاستدراك فأقول: المستشار مجتهد حَصَرَه ميله إلى أبي الفتوح في دائرة الخطأٔ، وفتوى أستاذي الشيخ القرضاوي بأن المصري يسعه التصويت لواحد من الثلاثة الإسلاميين المرشحين: إن أراد بها عامة المصريين فذلك صواب واجتهاد صحيح ، وإن أراد دخول حتى الإخوان الأعضاء المنتمين لدعوة الإخوان، فذاك اجتهاد خطأ، وهذه كلمة كبيرة يخطها قلمي تجاه مقام الشيخ الجليل، ولكن اختلاف المفتين سبب رحمة للأمة. وكانت لي هذه الجرأة لأني وجدته واسع الصدر عريض الانفتاح أمام المشاركات المخلصة، وعندي أن الأخ عندما يعطي بيعة رضائية لقادة الدعوة، فإنّ معناها: أنه ارتضاهم أن يقودوه باجتهادهم عندما تختلف الآراء ، فذلك هو المغزى الأهم في الانتماء الدعوي، مما يعني وجوب الالتزام بالخطة الدعوية في كل شيء، وبدون ذلك لا يكون العمل جماعياً، والداعية المنتمي مسلم آمن بالجماعية وصوابها، ومن هنا ففهمي للمسألة وفق موازين فقه الدعوة وكليات مذهب إحياء فقه الدعوة الذي رصدت جهدي لبيانه: أن المنتمي لدعوة الإخوان لا خيار له في الأمر، وهو ملزم بأن يمنح صوته الانتخابي لمرشح الدعوة الأستاذ محمد مرسي. أما المؤيد للدعوة ممن لم تتطور علاقته بالدعوة إلى درجة إعطاء البيعة، وكذا عامة الإسلاميين من أفراد الشعب المصري: فإن قاعدة شرعية أخرى هي التي توجب عليهم منح أصواتهم لمرشح الدعوة الأستاذ مرسي ، ومفاد هذه القاعدة بإيجاز: أن منصب الرئاسة يليق له رئيس له عُصبة تواليه وجماعة متفاهمة معه تخدمه وتنفذ خطته وتنحاز له، ليتقوى أمام التحديات من الآخرين، وهذا متوفر في مرشح وحيد هو الأستاذ مرسي. إذ هو الوحيد الذي يملك توظيف خبرات الإخوان وعلومهم وطاقاتهم في خدمة مقام الرئاسة، ومحاربة الفساد المتجذر في النظام، والأستاذ أبو الفتوح لا يملك غير مصوتين طارئين لا يربطهم به التزام وانحياز فيكون أداؤه ضعيفاً، وفي القاعدة الشرعية أن الأخذ بالأحسن واجب، أي عندما تتعدد الخيارات، إنفاذا لظاهر الآية الكريمة ( فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها)، والأحسن في الحال المصري: تولية الأقدر، والأستاذ محمد مرسي تزيده قدرات الجماعة المخضرمة تمكينا وقوة. وكلام ابن خلدون في مقدمته صريحٌ في أن الأليق للرئاسة والإمامة هو الذي تسانده عَصَبية، أي جماعة تؤيده وتطيعه أو قبيلة يركن إليها لبسط نفوذه، ولا يعني هنا العصبية المذمومة التي يرفضها العُرف الإيماني، وإنما هي طرائق التعبير القديمة، واجتهاد ابن خلدون صائب، لأنه فقيه معروف وليس هو بمؤرخ فقط، وستبذل جماعة الإخوان كل طاقتها لتمكين محمد مرسي من الوفاء بالتزامات الرئاسة في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة مصر ، وهي جماعة مخلصة زكية لها تاريخ جهادي وتنموي جيد، ولها ثروة فكرية ومعنوية، وأثبتت الأيام تجردها ورعايتها لمصالح الأمة عامة. وأما ابوالفتوح فقد حصلت قطيعة بينه وبين الجماعة، وسيكون بسبب ذلك منفرداً، وقد يلين جداً، وأما سليم العوا فهو نصير البدعة الإيرانية، ولا يجوز عندي أبداً منح الصوت له ، وستخترق إيران به جدار الأمن الاستراتيجي العربي، وذلك شر نغلق بابه، والله ولي التوفيق، وليكن الصوت الانتخابي واعياً لمنطق الترجيح على بينة من قواعد الشرع وموازين الإيمان، وتلك فتواي على الرغم من سلبية تأخيرها، وليبلغ الشاهد الغائب.