يقول المثل الشعبي ( أقرأ المكتوب من عنوانه)، لست متشائماً ولا أحب أن أكون كذلك فأنا مثل بقية أبناء الشعب الفلسطيني أتمنى في كل لحظة للمصالحة أن تتم وللانقسام المظلم أن ينتهي، لكن الحقيقة أن لعبة المصالحة لم تعد محسومة، وتحقيقها لم يعد على ما يبدو بيد القيادة الفلسطينية وفصائلها. لا نريد استعجال النتائج لكن التجربة خلال السنوات الستة الماضية أثبتت المثل الشعبي ( نسمع جعجعة ولا نرى طحين ) فكثيرة هي اللقاءات والتعهدات والتوقيعات بإنهاء ملف الانقسام، وكثيرة هي التطمينات بأن الوحدة المنشودة باتت قاب قوسين أو أدنى، لكن هذه الوعود سرعان ما تذوب بحصول السلطة على دعم مالي أو وعود بإعادة عجلة المفاوضات مع إسرائيل. إن الشعب الفلسطيني ينتظر رؤية المصالحة واقعاً على الأرض، فما قيمة الحديث عن المصالحة بينما يعاني القطاع نقصاً خطيراً في الأدوية والمهمات الطبية تجاوزت 400 صنف، ما قيمة المصالحة والمرضى تعذب في غزة بينما حصتهم من الدواء مكدسة في مخازن الصحة برام الله، ما قيمة المصالحة والشباب الفلسطيني غير قادر على الحصول على جواز سفر يمكنه من السفر للعلاج أو الدراسة وغيرها، ما قيمة الحديث عن مصالحة يتبادل أطرافها الاتهامات عبر وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، وعن أي مصالحة نتحدث ونحو خمسة عشر من طلابنا يعتصمون لليوم السابع عشر في جامعة بيزيت بحثاً عن الأمن والأمان وعن حياة جامعية هادئة، أي مصالحة هذه وأجهزة الأمن في الضفة تلاحق أبناء شعبنا على خلفية سياسية، وكذا الحال في الجمعيات والمؤسسات المغلقة في الضفة وغزة على خلفية الانقسام. إن الشعب الفلسطيني فقد ثقته بقيادته السياسية ووعودها المتكررة بإنهاء الانقسام، إن الشباب يريد أن يرى واقعاً على الأرض، واقعاً يرى من خلاله النور وسط مستقبل بات مجهولاً في ظل الوضع الفلسطيني الراهن، إننا نريد لمرضانا أن يتماثلوا للشفاء لا أن يموتوا مرتين، مرة بآلامهم وجراحهم ومرة أخرى عندما يفقدون العلاج الذي يداويهم. يا قيادتنا السياسية أرحموا فلسطين فما عادت تحتمل، فالقدس تهود والأسرى يعذبون واللاجئون يعيشون حياة صعبة في ظل الأوضاع المتدهورة في سوريا ولبنان دون أن يجدوا من يساند حقهم، والمستوطنات تبتلع كل يوم المزيد من أرضنا، والمغتصبون يعربدون في مدن الضفة دون أن يجدوا مقاوماً واحداً يردعهم. ارحموها بوحدتكم والتفافكم حول الثوابت الوطنية، أعيدوا للقضية بعدها العربي والإسلامي، فالأمة اليوم تنتفض على نفسها كما لم تنتفض من قبل وشعارها ( الشعب يريد تحرير فلسطين) فهل فلسطين وشعبها جاهزون لاستقبال هذا التحرير ؟؟؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.