تعتزم شركة توزيع الكهرباء بغزة تطبيق نظام عدادات مسبقة الدفع في جميع محافظات القطاع بدلاً من العدادات التقليدية، حيث من المتوقع تركيبها نهاية عام 2012. وأوضحت الشركة خلال ندوة بغزة مع المجتمع المحلي حول مشروع التركيب وآثاره الاجتماعية أنّها بصدد تركيب حوالي 10000 عداد مسبق الدفع بتمويل من الحكومة الفرنسية والسويدية والنرويجية وبإشراف من البنك الدولي. وتهدف تلك العدادات إلى تقنين استهلاك الكهرباء والمساهمة في حل عجز الطاقة الموجود في قطاع غزة، بالإضافة إلى تحسين وتطوير نظم الجباية والحصول على سعر أفضل للكهرباء. ويتيح هذا النظام الجديد للمشترك التحكم في المصروف والميزانية والابتعاد عن الديون، بالإضافة إلى مراقبة الاستهلاك. [title]بطاقة وعداد[/title] ويتكون النظام من بطاقة الكترونية متوافقة مع العداد يتم شحنها من مراكز الشحن التي ستكون متوفرة في أنحاء القطاع عند تنفيذ المشروع، بحيث تُشحن الكمية المطلوبة من الكهرباء في البطاقة وتُفرّغ في العداد لتشغيل الكهرباء. وقال مدير العلاقات في شركة توزيع الكهرباء جمال الدردساوي إنّ شركته طلبت من البنك الدولي تزويدها بـ500 عداد كدفعة أولية لتجربتها والتعرف عليها وعلى عيوبها وإيجابياتها قبل تطبيقها وتركيب كمية الـ 10000 عداد التي تعتزم البدء فيها كخطوة أولى من المشروع. وأوضح خلال الندوة أنّ الشركة لم تُعط حتى اللحظة موافقتها على الدفعة المذكورة إلا بعد معرفة ملائمة ذلك النظام لسكان القطاع ومدى تقبلهم له. وفي حال نجاح المشروع، ستقوم شركة التوزيع بتركيب هذه العدادات مجانًا للمواطنين الذين لديهم اشتراكات حالية، ولن تستهدف الشركة الفئات الفقيرة من ذوي الدخل المحدود. وفي الخطوات الأولية من المشروع، سيتم تركيب العدادات للفئات التالية: "المحلات التجارية والشركات الصناعية والمؤسسات الخاصة والعامة، وموظفي شركة التوزيع والقطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الفئات المتقبلة للنظام". وتم تطبيق هذا النظام في الضفة الغربية قبل 5 سنوات، حيث أنّ 90% من قرى ومدن الضفة يُطبّق فيها هذا النظام بدلاً عن العداد التقليدي، وانعكس ذلك على تقليل نسبة الفواقد وتحسين التحصيل لنسبة تفوق الـ 80%، وفق الدردساوي. وأشار الدردساوي إلى أنّ فكرة تطبيق النظام الجديد جاءت لترشيد الاستهلاك ولعدم إيفاء المواطنين بالاستحقاق المطلوب منهم للكهرباء ولوجود إشكالية في العلاقة بين المواطن والعداد. [title]شكاوى وفاقد كبير[/title] وبيّن أنّ شركة التوزيع رصدت آلاف الشكاوى خلال العامين الماضيين تتعلق بقارئي العداد ونتيجة القراءة، بالإضافة إلى أنّ قراء العدادات الذين يزورون البيوت يعانون مع سكانها، حيث يجدوا أنّ الكثير من البيوت مغلقة وبعضهم يمنع دخول موظفي الشركة لقراءة العدادات تبعًا للعادات والتقاليد التي تمنع إدخال البيت حال عدم وجود رب المنزل. وقال: "هناك زيادة مضطربة في الفاقد الذي يذهب هدرًا من كميات الكهرباء يقابلها تدني في التحصيل من المواطن، وذلك الأمر من الممكن أن يقودنا إلى الانهيار في الخدمة الكهربائية". ويُمّثل العداد الجديد –حسب الدردساوي- خطوة جيدة لحل قضية الأموال المتراكمة على المواطنين لشركة الكهرباء، "فعندما يشحن المواطن الكرت سيتم احتساب قيمة الشحن، وقيمة أخرى منخفضة للمستحقات القديمة". بدوره، أوضح صالح حرارة من الدعم الفني في الشركة أنّ العداد عبارة عن صندوق فيه شاشة عرض للبيانات وبه بطاقة الكترونية تتوافق مع العداد يحتاج من الشخص الذهاب لمركز للشحن للحصول على الكهرباء. وقال: "في النظام القديم كانت قيمة الكهرباء تكون بحسب عمل العداد طوال الشهر، وتصدر الفاتورة دون أن ينظر صاحب البيت لكمية الاستهلاك، أما في النظام الجديد فسيضطر لترشيد الاستهلاك لأنه سيعلم أن الإسراف سيفقده كمية الكهرباء المشحونة بسرعة". [title]مشاكل وحلول[/title] وأوضح أنّ مميزات العداد الجديد تتمثل في أنّ سعر الكهرباء سيكون أفضل ومراكز الشحن متوفرة في كل أنحاء القطاع، لكنّه أشار إلى وجود مشاكل كنفاد الكمية ليلاً أو أثناء العطل كالأعياد والحمل الزائد وفقد بطاقة الشحن. ولحل تلك المشاكل، لفت إلى أنّ العداد يحتوي كمية شحنة زائدة مقدرة بـ40 كيلو واط تكفي البيت طوال الأسبوع، "وإذا كان الحمل زائدًا نتيجة زيادة أحمال أو خلل من الشركة سيفصل العداد وعندما تخفف سيشتغل مرة أخرى". وقال: "إذا فقدت بطاقة الشحن فبإمكانك أن تزور الشركة ويتم إصدار بطاقة أخرى لك لأنّ بطاقة الشحن تتوافق مع العداد ولا يصلح أن تستعمل بطاقة أخرى، كما من الممكن أن يتم إصدار أكثر من بطاقة لتتفادى انقطاع التيار ولتشحن على أكثر من بطاقة". ويُعطي العداد الجديد –حسب حرارة- صوت مجرس لتنبيه أصحاب المنزل بأن الرصيد المشحون في العداد شارف على الانتهاء للذهاب إلى أحد مراكز الشحن وإعادة شحن العداد عن طريق البطاقة. وأشار إلى أنّ العداد مسبق الدفع يحمي الأجهزة الكهربائية في المنزل ويتحمل فصل ووصل التيار لأكثر من مرة، كما أنّه مزود بنظام حماية من مشكلة رعشة الكهرباء المتكررة في القطاع. ولم يتم اعتماد سعر للكهرباء في حال تركيب العداد الجديد، لكنّ حرارة أكدّ أنّه سيكون أقل تكلفة من قراءة العداد التقليدي. ويسجل العداد –حسب حرارة- آخر 5 حركات تم استخدامها في اللوحة الخاصة فيه، "ويمكننا ذلك من التعرف عن إذا ما كان هناك تلاعب من المواطنين كسرقة الكهرباء وغيرها".