من أخفض منطقة في العالم رفعت قمة عربية، كأنها رأس نعام مدفون، ومن أقرب نقطة عن فلسطين والقدس من الخارج دون أي رفع لحالة الطوارئ الإسرائيلية اجتمع رؤساء الدول ليقرروا أن القضية المركزية لهم هي فلسطين، والإسرائيليون يرقبون ويضحكون على خيباتنا... ليس هذا بعد بل الأدهى والأمر أن القمة ولدت ميتة في البحر الميت.
لم يزدد في القمة شيء واحد على الإطلاق، تغيرت أشكال الرؤساء والمندوبين، وارتفعت أعمارهم فوق السبعين والستين، ووقع من وقع منهم على وجهه، وخرج من خرج ليقوى موقفه الضعيف، أما عمن نام منهم في القمة فلا داعي للحديث فالمستيقظين والنائمين واحد وسط هذا الضياع العربي.
كانوا في السابق يبحثون في الأزمة الفلسطينية، ولكن تغير الحال اليوم... إنهم يبحثون في الأزمة السورية واليمنية والليبية والفلسطينية والمصرية والأردنية والخليجية، أرأيت كيف تغير الحال؟ المشكلة أين فيهم أم فينا؟ نحن نراقب ونضحك، إنها اشبه بحظيرة نعاج تماماً... إنها أشبه بإبرة بنج، هل تعلم أن كثيراً من الناس لم يعرف أن القمة بدأت حتى انتهت لولا شاشات التلفزة ما الجديد الذي طرحه العرب في قمتهم؟
لقد طرحوا أنفسهم في المزاد الدولي أننا على عهد التخلف ومعالجة الأزمات تلو الأزمات باقون، أننا لا يمكن أن نخرج من عباءة أمريكا حتى لا يضيع حكمنا... أيها القادة العرب والزعماء لا طيب الله ثراكم وأنتم تجتمعون ميتين في أخفض بقعة في العالم.
