لم تختلف البرامج الرمضانية التي يعرضها التلفاز العربي وتبثها الفضائيات من المغرب العربي إلى الخليج هذا العام عن الأعوام السابقة، فهي تتنوع من برامج دينية وتاريخية لا تخلو من تشويه وتزوير وإسفاف ثم تأتي مسلسلات البطولات الزائفة والعنتريات، ثم البرامج والمسلسلات الهابطة والهادمة للأخلاق، كل ذلك لم يتغير ولكن الذي تغير هو المشاهد العربي الذي أصبح ينظر من منظار آخر أكثر واقعية إلى الأشياء. كان المشاهد العربي ينظر إلى مسلسل مثل مسلسل باب الحارة على انه عمل فني راقٍ يجسد الكرامة والشجاعة العربية والسورية، ولكن كيف سينظر إليه اليوم وهو يشاهد أبطال المسلسل وكلهم شبيحة وبلاطجة يدعمون النظام؟، كيف ينظر الشعب العربي إلى مشايخ الفضائيات الذين أباحوا قتل الثوار وارتكاب المجازر في رمضان وقبل رمضان واعتبروا إسقاط النظام هو إسقاط للإسلام. وها هي حماة تستصرخ الأمة وهي تتعرض إلى مجزرة ثانية بعد عشرين عاماً من مجزرة حماة الشهيرة والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد، وأصر على كلمة شهيد التي يخاف بعض الإعلام العربي من استخدامها في وصف شهداء الثورة العربية، ولذلك فإنني أعتقد أن المشاهد العربي ما عاد يثق بالأعمال الفنية الرمضانية لأن ميادين التحرير في العالم العربي عرت الإعلام الهادف وغير الهادف، الملتزم وغير الملتزم، لأن غالبية أهل الفن سقطوا في امتحان الثورة العربية. الجديد والخطير هذا العام هو الإصرار على تجسيد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم فنياً، من قبل الإعلام الإيراني، وهنا لابد من وقفة حازمة ضد هذا الانحدار والتطاول الصريح على شخصية رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم، فالشعوب المسلمة لن تسكت عن هذا الانتهاك الخطير، فتجسيد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم هو عملية اعتداء صريحة ولا تقل خطورة عن الرسومات الغربية المستهزئة بالنبي، فمن ذاك الذي يجرؤ على تلك الفعلة، وغالبية الممثلين ساقطون أخلاقياً لا يصلحون لتجسيد شخصية المسلم العادي، فكيف بنبي هذه الأمة؟، ولذلك فالأحرى بالشيخ "اكس" أن يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بدلاً من دفاعه المستميت عن أنظمة ظالمة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.