15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
19.47°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة19.47°
الخميس 25 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.19

هل القادم أسوأ؟ ..

موظفٌ مذبوحٌ.. بسكّينِ القرض وجزّاري السُلطة

يُداعبُ خصلاتِ شعرِ طفلته التي تستعدُ لخُطى المدرسة، يعدُها بلعبتها المفضّلة عند استلام راتبِه، يرقبُ أطفالـه النّيام، يكبرُ الأملُ في عينيه يومًا بعدَ يومٍ، بعدما حققّ بعضًا من أحلامِهم بشراءِ شقةٍ عن طريق المرابحةِ، ولم يتبقَ من راتبِه إلا القليل، الذي
يُداعبُ خصلاتِ شعرِ طفلته التي تستعدُ لخُطى المدرسة، يعدُها بلعبتها المفضّلة عند استلام راتبِه، يرقبُ أطفالـه النّيام، يكبرُ الأملُ في عينيه يومًا بعدَ يومٍ، بعدما حققّ بعضًا من أحلامِهم بشراءِ شقةٍ عن طريق المرابحةِ، ولم يتبقَ من راتبِه إلا القليل، الذي
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

يُداعبُ أحمد خصلاتِ شعرِ طفلته التي تستعدُ لخُطى المدرسة، يعدُها بلعبتها المفضّلة عند استلام راتبِه، يرقبُ أطفالـه النّيام، يكبرُ الأملُ في عينيه يومًا بعدَ يومٍ، بعدما حققّ بعضًا من أحلامِهم بشراءِ شقةٍ عن طريق المرابحةِ، ولم يتبقَ من راتبِه إلا القليل، الذي بالكاد يكفي لإطعام أطفالـه.

على شرفةِ شقّتهم الجديدة، بعدما تلوّعوا سنينًا بالإيجارِ، يطلُّ يعد الأيامَ، يحسبُ الليالي، منتظرًا راتبـَه، لتلبية أبسطِ الحقوقِ لعائلته المستورةِ، ربّت على كتفه، مبتسمة تعدُه الفرجَ، فهي التي صبرَت أعوامًا طويلة، لكيَ تحقق حُلم الشقّة والاستقرار لها ولزوجها ولأطفالها.

في صبيحةِ يومِ الإعلان عن وصولِ رواتب السّلطة إلى البنوكِ في غزة، استعد الآلاف وتدافعوا نحو البنوك وأماكن الصّرف، لاستلام حقوقهم الماليّة، ليفاجئوا بخصوماتٍ ماليةٍ بنسبةِ 30%، صدمة كبيرة اعترت قلبَه الرّصيد 70 شيكلًا! ، "الخصومات، الأطفال، روضة محمد، مدرسة تالا، فرح أحمد، طعام الأطفال، قسط الشقّة، مصروف أمي، ...).

دوارٌ في رأسه، دمارٌ في قلبِه، إحباط ما بعده إحباطٌ، غبشٌ أمام عينيه، كأنّه لا يرى إلا المتاعبَ والهموم، فكيف سيسدّ مصاريفَ علاج ابنته، التي تتأوه ألمًا بين كل فترةٍ وأخرى، وكيف سيوقف طلب الصّغار ومصروفهم، كأنها حرب أكلت الأخضر واليابس، لا مجال للفرحِ أو السرور.

يتساءلُ "أليست السلطّةُ هي من أعطتنا الأوامرَ بالجلوسِ في البيوتِ".. " لماذا لم يخبرونا من قبل بهذا الإجراء"... "لماذا تم تطبيق الأمر فقط على أهل غزة رغم الحصار والدمار"..

سلبُوا البسمةّ من على شفاهِ الأطفالِ، دعواتٌ المظلومين تصدحُ في كل أزقةِ غزة وشوارعها، صرخاتُ المعسورين كأنّها مآذن شاهقة صوبَ السّماء، آهات الأمّهات تنادِي بأن اللهَ أكبر من الظالمين والمتجبرين والمتسلطين والعابثين بلقمةِ عيش شعبٍ عانى وضحى وصبر.

قرضٌ كبير لشراءِ حلمٍ كان ينتظره الأطفال الصغار والأم المضحية، كان بمثابة خطوةٍ انتحاريةّ، فقد أصبح في حالةِ احتضارٍ، لتكملَ الخصومات المهمّة بنجاحٍ، وتقضي عليه، وترديه في كفنِ الحياةِ وظلامِها الدّامس.

غزة، التي تعيشُ على الأثلاثِ والأرباع والأخماسِ، لم يكفها الحصارُ والدّمار والتضييق والمنع من السّفر والعلاجِ  والتعليم، وغلاء المعيشة، والبطالة والأمراض المنتشرة، فقد أبـى أصحابُ المناصبِ على كراسيّ الاستعبادِ إلا أن يتوّجوا غزّة بوسامِ الموتِ وقلادة الفقر وشهادةِ الآلام.

عيونُهم إلى السّماءِ، وقلوبٌ مرتعشة، ينتظرون ما ستؤول إليه الأمورُ في قادم الأشهر، فهل ستستمر الخصوماتُ الاستبدادية ضد قوتِ الأطفال، وصرخات الأمهات والزوّجات!