15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
19.9°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة19.9°
الخميس 25 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.49دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.19دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.49
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.19

670 أسرة حُرمت الشؤون..

مجنزرات عبّاس تداهمُ علب حليب الأطفال

مجنزرات عبّاس تدوسُ علب حليب الأطفالumb
مجنزرات عبّاس تدوسُ علب حليب الأطفالumb
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

تحملُ علبةّ حليبِ طفلِها الرّضيعِ، تناظرُ آخرَها تبحثُ عن ملعقةٍ أو ملعقتين، لتسدّ بها جوعَه، فهو لمْ يسكنُ منذْ الصّباح، تهدهدُ رضيعَها في مهدِه، تصبّر طفلتها عن مصرفِها المدرسي، برغيفِ خبزٍ محشوٍ بالزعتر، تعاندُ الأيامَ وقهرَ اللّيالي، لعل الفرجَ قريبٌ، منتظرةً شيكَ الشئون الاجتماعيةِ، كيَ تفِي باحتياجات البيتِ الأساسيّة، في ظلِّ عجزِ زوجِها عن العملِ، إضافة إلى عدم توفر فرص العملِ في غزة، وسطوة البطالة على الشّباب بنسبِ عالية.

كعادةِ كل شهرٍ، حلقَ لحيته، تعطّر بالأملِ، ثم خرجَ من المنزل متوجهًا إلى البنكِ، فهو لم ينمْ طيلة ليلِة أمسْ، بعدما صدّعَ أطفالَه رأسه، ببعضِ الطّلباتِ الصغيرةِ "بابا، بدي شيكل".. "بابا اشتريلي  عروسة صغيرة" .. "بدي دفتر جديد يا بابا للمدرسة".. "بابا نفسنا نطلع"..

عزم على تحقيقِ بعضٍ صغيرٍ من أحلامِ أطفالِه الخمسة، وصل البنكَ، موظف البنك "لا شئون لك، لقد تم قطعها عنك".. خبرٌ كان كصاعقةِ نازلةٍ، حطّم كل الأحلام الصغيرة، وبدّد كل الطلبات البيتية الأساسية، فقد مزّق ورقة الحاجيات التي كتبتها له زوجته قبل الخروج من المنزل "بامبرز.. كيلو بندورة.. 2 كيلو بطاطا.. فلفل.. قطعة صابون.. "

يعودُ إلى المنزلِ، حاملة خيبة يومٍ ثقيلةٍ عليه وعلى عائلته، نظرَ في عيونِ أطفاله، نظرة منهزمٍ ضعيفٍ أمام حياةٍ قاسيةٍ، جثى على ركبتيه، عانق طفلته الصغيرة، وهو يبكِي بكاءً مريرًا، داعيًا من صميمِ قلبِه على" من قطعِ رزقَ الرّضع والشيوخ الركّع ظلمًا وعدوانًا بحججٍ واهيةٍ وادعاءات كاذبةٍ"، وسط بكاءِ الأطفال وحسرة الزّوجة وخيبة الأملِ الكبيرة.

أظلمت الدّنيا على 670 أسرة محاصرةٍ في قطاع غزة، بعدما أقدمت وزارة الشئون الاجتماعية في رام الله، بقطع مخصصات الشئون الاجتماعية، ليزدادُ الحصار إطباقًا على الفقراء والضعفاءُ، بعدمـا أقدم عباس من قبل على خصم 30% من رواتب موظفي السلطة في غزة، دون الضفة.

منهم من أصبحَ دون طعامٍ ومنهم من أشرف على الهلاكِ، ومنهم من قرر عدم العودة لبيته، ماذا سيقول لعائلته المكلومة التي تنتظرُ رغيفَ خبز يسد جوعهم، كيف سيصمد أمام تأوهات أبنائه الصغار، كيف سيقاوم كلمة بابا، زوجي، ابني... كيف سينامُ الليل هذا الضعيف التي أمل بأن يعود بمال الشئون لعائلته يبشرهم، بسدّ دين الدكان، وببصيص الأمل القادم.