28.34°القدس
28.21°رام الله
29.97°الخليل
31.49°غزة
28.34° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.97°
غزة31.49°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

سلطة العار وتنسيق من نوع آخر

68
68
إبراهيم حمّامي

بوضوح شديد ودون مواربة وبشكل مفضوح تحركت أذرع سلطة العار القابعة في محمية المقاطعة برام الله لتنسق ميدانياً مع اللوبي الصهيوني واليمين الأوروبي المتطرف لإفشال مؤتمر جماهيري فلسطيني هو الأكبر على الإطلاق خارج فلسطين، ألا وهو مؤتمر فلسطيني أوروبا في نسخته الخامسة عشر بمدينة روتردام الهولندية...

هذا التجمع الفلسطيني الكبير الذي يحرص كل عام على وجود كل أطياف الشعب الفلسطيني فيه، بما فيهم عمّال عبّاس تحت مسمى سفير في العواصم المختلفة، والذين شاركوا في أكثر من محطة في مؤتمر فلسطيني أوروبا...

هذا المؤتمر الذي حرص تحديداً على الوجود "الفتحاوي" قبل غيره، وكان لمروان البرغوثي على سبيل المثال ممثلاً بزوجته نصيب الأسد إذا ما قورن بأي شخصية فلسطينية أخرى شاركت في المؤتمر...

التنسيق السياسي والميداني هذه المرة تجاوز التنسيق الأمني المحلي، ووصل حد الاتصالات مع المسؤولين المحليين في هولندا، والاتصال الشخصي بالمشاركين، وتنظيم الحملات الإعلامية المشتركة، والتي تطابقت في كلماتها وشعاراتها ومحتواها وأكاذيبها وتحريضها...

تطابق يثير الدهشة بين تصريحات جمال نزال - الناطق الرسمي باسم حركة فتح في أوروبا وعضو مجلسها الثوري - على سبيل المثال، وبين السياسيين الهولنديين الداعمين لدولة الاحتلال، تطابق في كل شيء، لكن الأخطر هو التطابق في الاتهامات والتحريض والأهداف...

نحن نعلم أن تنسيقاً في كل الميادين والأصعدة مع سلطة العار يجري لحماية دولة الاحتلال في المحافل الدولية، ولا يمكن ان ننسى تقرير غولدستون وكل قرارات لجنة حقوق الانسان التي نسقت فيها السلطة مع دولة الاحتلال أكثر من مرة لوقف إدانة ممارساته، وامتناع سلطة العار عن مقاضاة الاحتلال في محكمة الجنايات...

لكنها ربما المرة الأولى التي يتم فيها التنسيق السياسي والميداني خارج فلسطين ضد تجمع فلسطيني لا يمثل فصيلاً ولا حزباً، لكنه تجمع شعاره الوحيد حق العودة، وهو ربما ما أزعج هؤلاء جميعاً...

تنسيق من نوع جديد علني مفضوح، تزامن مع حرب علنية مفتوحة قررت سلطة العار أن تخوضها ضد قطاع غزة المحاصر، وأيضاٍ بشكل علني ومفضوح، تسابق فيه رموز طغمة العار على إطلاق صرخات التهديد والوعيد ضد غزة وأهلها، من عباس، للطيراوي، للرجوب وغيرهم...

تنسيق يسلخ هؤلاء من جذورهم ووطنيتهم وأخلاقهم وآدميتهم...

تنسيق داخل وخارج فلسطين لا يمكن أن يُفهم إلا كما تُقاد المومس مع مشغلها، تفعل ما يريد دون سؤال، وحتى دون أجر!

لا يستطيع المرء أن يستوعب الحضيض الذي وصل إليه هؤلاء الذين يصطفون اليوم بكل وقاحة مع اليمين الأوروبي المتطرف، واللوبي الداعم للاحتلال، ولا درجة الانحطاط الأخلاقي والوطني التي يمكن أن يصلوا إليها، وهنا لا نستثني منهم أحدا!

نتفهم أن أي نجاح يعري ويكشف حقيقة هؤلاء وأكذوبة تمثيلهم للشعب الفلسطني...

نتفهم أن يبنوا بياناتهم على أكاذيب وادعاءات، ابسط رد عليها هو بدعوتهم لحشد مائتي شخص لا أكثر في اي مناسبة من مناسباتهم، ذكرى الانطلاقة، موت عرفات، أو أي مناسبة يريدون وفي أي مكان...

نتفهم فشلهم الذريع ولفظ الشعب لهم، وسقوطهم السياسي وفشل مشروعهم وبرنامجهم، ووصول طريق الاستسلام الذي اختاروه لطريق مسدود...

لكن...

لكن يبقى سؤال هام لا يجد إجابة...

سبق وأن طرحته بداية هذا العام مع موجة الهجوم الأولى على المؤتمر، يوم تم الإعلان عن روتردام مكاناً له، حيث قلت في حينها وتحت عنوان "ما الذي يريده هؤلاء":

"من هم وماذا يريدون؟

ما هو محركهم وما هو هدفهم؟

للعام الخامس عشر على التوالي يبدأ هؤلاء الذين لا نعرف لهم لون – رغم أنهم ينسبون أنفسهم لحركة فتح – يبدأون هجومهم الغريب الذي لا يشاركهم فيه إلا اللوبي الداعم للاحتلال في أوروبا...

ما أن تم الإعلان عن مكان وشعار مؤتمر فلسطينيو أوروبا الخامس عشر في روتردام – هولندا هذا العام حتى صدر بيانهم السنوي المعهود الذي يطعن ويشكك ويحرض بأسلوب سوقي مبتذل...

الأعوام السابقة شهدت تحريضاً مباشراً من مسؤوليهم و - سفرائهم – رغم أنهم حضروها جميعاً وشاركوا بها وألقوا الكلمات والقصائد، وقد سبق أن كتبت شخصياً حول هذا الموضوع وفي أكثر من مناسبة...

لماذا هذا الحقد الأسود على أكبر تجمع فلسطيني على الإطلاق خارج فلسطيننا الحبيبة؟

كيف يزعجهم المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي يشارك فيه أبناء فتح قبل غيرهم؟

لماذا يصرون على عزل أنفسهم ومعاداة كل ما هو وطني؟

ألا يزعجهم اصطفافهم بجانب أعداء قضيتنا في القارة الأوروبية؟

هل شعار حق العودة هو المؤذي بالنسبة لمن أسقطوه خاصة أن المؤتمر هو النشاط الحقيقي والوحيد خارج فلسطين بلا استثناء الذي يحشد ويؤكد على حق العودة بزخم رسمي وشعبي ووطني لا ينافسه فيه أحد؟"

ويومها أيضاً كتبت وقلت:

في ختام المؤتمر الحادي عشر في مدينة بروكسل العاصمة البلجيكية وبعد تحريض مقيت في حينها كتبت وقلت:

للأمانة فإن القائمين على مؤتمر فلسطينيي أوروبا السنوي والذي تحول لأكبر تجمع فلسطيني حول العالم على الاطلاق، في وقت يعجز مؤيدو تيار الاستسلام والخيانة في حشد عشرات الأشخاص في أي مكان حتى ولو للاحتفال بذكرى انطلاقة أو رحيل رمز، نقول أنه وللأمانة حرص المنظمون على مشاركة جميع فئات الشعب الفلسطيني، وعبر السنوات شاركت قيادات يسارية وفتحاوية، كانت المرأة دائمة الحضور وكذلك أبناء الشعب الفلسطيني من المسيحيين، ومناصري القضية من الغربيين، وبمشاركة "سفراء فلسطين" - إن جاز التعبير – في بعض الأحيان، لينطلق مؤتمر فلسطينيو أوروبا من نجاح لآخر أكبر وبزخم متصاعد من سنة لأخرى، وبحضور الكل الفلسطيني بلا تمييز، رغم كل محاولات البلبلة والتخريب في كل عام، ورغم محاولات وصف المؤتمر وتصنيفه والتعليق عليه من قبل أشخاص معروفون ومنتشرون من فيينا لبرلين للدول الاسكندنافية وغيرها، لا عمل لهم إلا اختلاق الأكاذيب وتحريض الاعلام الغربي ضد هذا النشاط الفلسطيني السنوي الجامع.

ما يثير الاشمئزاز أن كل قصة نجاح لصالح قضيتنا يتم مواجهتها وبقوة من قبل الزمرة المهيمنة على مفاصل القرار، طبعاً لسبب مفهوم وهو أن النجاح لا يكشف فشلهم فقط لكنه يفضح دورهم في العمل لصالح الاحتلال في كل مؤسسة ومنظمة دولية، والأمثلة على ذلك كثيرة.

أصدر "هؤلاء" النكرات بياناً هاجموا فيه المؤتمر والقائمين عليه، وكشفوا عن وجه أقبح من سابقه، وفشل ذريع...

حالهم اليوم حال من يناطح السحاب...

حالهم كمن وقف على أطراف أصابعه ومد عنقه وشخص ببصره إلى أعلى ما يمكنه الوصول إليه...

وحينها وجد أنه ارتطم بقصة نجاح لا يستطيع بلوغها ولا بعد 100 سنة ضوئية...

اختلفت عبر السنوات وفي محطات مختلفة مع القائمين على المؤتمر، وفي كثير من الأحيان بسبب دعوتهم لممثلي زمرة الفساد والافساد، لكنهم كانوا دائماً حريصين على وجود الجميع دون استثناء، حتى وان كانوا لا يستحقون!

سيتواصل النهيق والنعيق، وسيتواصل الهجوم والتحريض...

لكن أيضاً يستمر التألق والنجاح والعمل لصالح حق العودة ولصالح قضيتنا الفلسطينية...

كل التحية والتقدير للقائمين على مؤتمر فلسطينيي أوروبا...

ومن نجاح إلى نجاح...

لا تبالوا للمثبطين والفاشلين...

نجاحكم يقتلهم...

تألقكم يذبحهم...

تفانيكم يفضحهم...

جهدكم يعريهم...

هذا هو ردكم...

وليموتوا بغيظهم كمدا وقهرا...

لا نامت أعين الجبناء