20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
25.79°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة25.79°
الإثنين 14 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.33

مبعدٌ عائدٌ ومحررٌ من سجون الاحتلال وأجهزة السلطة

خبر: لبادة.. من سجون الاحتلال إلى مستشفيات نابلس

لم يكن الإفراج عن القيادي زهير لبادة من سجون الاحتلال في الرابع والعشرين من أيار الجاري وليد مصادفة صرفة، فقد أكلت السجون من عافيته الكثير ولم يغادرها إلا إلى أسرة الشفاء في مستشفيات مدينته نابلس جبل النار. [title]من السجن للمستشفى[/title] وفور الإفراج عنه من مستشفى "أساف هاروفيه" الصهيوني الذي حول إليه من مستشفى سجن الرملة الصهيوني الخميس الماضي، نقل الأسير المحرر زهير لبادة، إلى المستشفى الوطني الحكومي في مدينة نابلس وهو في وضع صحي غاية في الصعوبة. المحامي فارس أبو الحسن رئيس مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أكد في تصريحاتٍ صحفيةٍ أن قرار الإفراج عن لبادة جاء نظرًا لخطورة وضعه الصحي حيث كان يمضي فترة اعتقاله الإداري البالغة ستة أشهر. ولم تمر الشهور الستة الأخيرة في الأسر سريعاً على لبادة، فمستشفى سجن الرملة كانت المكان الذي لازم مكوثه حيث بسبب وضعه الصحي ومرضه بأمراض الكلى والكبد والتي تتطلب عناية صحية واهتماماً خاصاً ما كان أبو رشيد ليجدها في سجون الاحتلال. ومن مستشفى سجن الرملة مروراً بـ "أساف هاروفيه" استقر المقام بلبادة في المستشفى الوطني في نابلس الذي وصله وهو في غيبوبة مرضه. [title]ثائر رغم المرض[/title] رسم زهير لبادة تاريخه النضالي الذي بدأ مشواره مبكراً، فقد كان من رجالات الانتفاضة الأولى وفرسانها، فلم يفوت فرصة للمقاومة والجهاد إلا وكان سباقا إليها، فلم يفته ضرب الحجارة والكتابة على الجدران ورفع العلم الفلسطيني وغيرها من فعاليات الانتفاضة. وكما غيره من مجاهدي شعبنا زار أبو رشيد أقبية السجون مبكرا حيث اعتقل في العام 1988، للتوالي بعد ذلك الاعتقالات تباعاً، حيث اعتقل المرة الثانية آخر عام 1991 وتم إبعاده عام 1992 إلى مرج الزهور . ورغم إصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي وزراعة كلية له إلا أن سلسلة الاعتقالات وبالمقابل فإن نشاطه في مقاومة الاحتلال لم يفتر. وكان الاحتلال اعتقل أبو رشيد في المرة قبل الأخيرة عام 2008 حيث أمضى خلالها 30 شهراً في الاعتقال الإداري ليفرج عنه في عام 2010 ، وقضى تلك الفترة في مستشفى سجن الرملة. لم يكن حاله في الاعتقال الأخير أفضل من سابقه حيث أعاد الاحتلال اعتقاله بتاريخ 7/12/2011، وحينها كان مريضاً طريح الفراش مما اضطر الجنود الصهاينة إلى حمله على أكتافهم لعدم قدرته على الوقوف. [title]في سجون السلطة[/title] ولم تكن معاناة أبو رشيد مرتبطةً بسجون الاحتلال فحسب، فقد تعرض للاعتقال والتعذيب الشديد لدى أجهزة أمن السلطة بحجة مسؤوليته المالية عن الحركة الإسلامية في نابلس، ولنحو شهر كامل من الاعتقال ورغم وضعه الصحي الصعب بقي أبو رشيد مقيداً في سجن الجنيد وكان وثاقه يفك فقط أثناء إجرائه عملية غسيل الكلى. تهمته المباشرة لدى أمن السلطة هي الدعم المالي لحماس في الضفة، لذا فقد جرى اقتحام منزل العائلة وصودرت كافة الأموال التي وجدت فيه بما فيها أملاكه الشخصية ومبالغ مالية تخص أفراد العائلة، حتى تلك التي تعود لأبيه العجوز، ولأشقائه الذين يعملون في المقاولات، ولا تزال محتجزة حتى هذا الوقت. خرج أبو زهير من سجن السلطة لتتلقفه سجون الاحتلال، بتاريخ 7/12/2011، حيث حكم عليه بالسجن الإداري بموجب ملف سري، إلا أن حالته الصحية أخذت في التراجع، وبعد أن أيقن سجانوه أنه ميت لا محالة أخلوا سبيله يوم الخميس الماضي 24-5-2012، لينقل على عجل إلى غرفة العناية المركزة وقد غاب عن الدنيا ولم تعد تصدر منه سوى حركات تكشف إلى أي مدى وصلت به الظروف!!. [title]همة الرجال..[/title] ليست حكاية لبادة إلا واحدة من الحكايا التي تنم عن خبايا الرجال وهممهم المتدفقة إيماناً وعنفواناً، فإرادة الرجال هي البوصلة التي تسير حياتهم وليست القوة التي قد تحرف مسيرهم عن اتجاهه الصحيح. وتعتبر حياة أبو رشيد نموذجا فريداً لحياة مجاهد مسلم متميز في إقدامه، تعطي دروساً لشباب الأمة ويستلهمون منها همتهم وحيويتهم، فمن سرير أبو رشيد وكرسي الياسين تصنع الأعاجيب وتلقى محاضرات العزة وتكتب صفحات النصر. يعاني أبو رشيد من تشمع بالكبد ومرض بالكلى، لكن ذلك لم يحل بينه وبين تبوء المواقع القيادية في صفوف حركة "حماس"في مدينة نابلس، وهو الذي يعرف الثمن جيداً. رشيد لبادة، الابن البكر للمحرر زهير (51 عاماً) قال أن والده اعتقل للمرة الأخيرة قبل حوالي سبعة أشهر رغم أنه يعاني من فشل كلوي والتهاب في الكبد وأورام سرطانية في الرئة، بالإضافة إلى فقدان الوعي بشكل شبه كامل. وفي تصريحاتٍ صحفيةٍ عقب الإفراج عن والده أضاف أن والده تم نقله من مستشفى سجن "الرملة" الذي يحتجز به إلى مستشفى "أساف هاروفيه" الصهيوني للعلاج"، لافتًا النظر إلى أن إدارة سجن "الرملة" رفضت تقديم الأدوية المخصصة لوالده خلال فترة الإضراب عن الطعام الذي خاضه الأسرى كإجراء عقابي، الأمر الذي ضاعف تدهور وضعه الصحي. وحمل نجل الأسير لبادة" الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة والده خاصة بعد حرمانه من الأدوية المخصصة له، والإهمال المستمر في تقديم العلاج له رغم التقارير الطبية الواضحة".