رفع أبو يزن يديه قبل الآذان بدقائق معدودة ليدعو ربه بأن يغفر ذنبه, ويتقبل صومه, وإذا بالتيار الكهربائي ينقطع مع سبق الترصد والإصرار, ودون سابق إنذار, وهو الذي لم يستقر على حال طوال النهار.. رفع أبو يزن يديه في الظلام وقال: اللهم انتقم لنا من شركة توزيع الكهرباء وشركة توليد الكهرباء، ومن كان السبب في قطع الكهرباء ". أشعلت زوجته الشمعة دون أن تتكلم بأي كلمة، فماتور الكهرباء معطل, وبدأ الاثنين بالإفطار, أذن أذان العشاء, وذهب أبو يزن للمسجد, ورأى فلولاً من الناس تحك يديها بوجهها, من شدة الحر, واختلط الحابل بالنابل, الحر شديدٌ جداً, والماتور لا يكفي لتشغيل جميع المراوح, والامام يتلو القرآن والناس مشغولة في رفع العرق عن وجوهها بانتظار الركوع والسجود والتشهد الأخير. عاد أبو يزن من المسجد للبيت, والكهرباء لا زالت مقطوعة, اتصل بشركة توزيع الكهرباء وسألهم متى يأتي التيار الكهربائي؟ أجابه موظف الشركة : "هوَّ إنت ما شَرِيتْ ماتور لليوم" فقال له أبو يزن: لا !!! رد عليه الموظف : يجب أن تشتري لك واحداً يا حبيبي ! نام أبو يزن ليستيقظ على السحور والتيار الكهربائي لا زال مقطوعاً, وهو من تخصم عليه الفاتورة 170 شيكل, اختلط المربى بالجبنة البيضاء, والزيت والزعتر, فهو لم يعلم ماذا تسحر؟ أبو يزن يلوم كل المسميات, فالجميع تحت طائلة المسئولية, ويطالب بوزير لشركة الكهرباء, ووزير آخر لمواتير الكهرباء, ووزير آخر للوقود المستخدم في مولدات الكهرباء, ومستشار لكل منهما, ومرافقين لوزراء ومستشاري الكهرباء , ومولد كهربائي كبير لكل المسئولين والمستشارين والمرافقين، حتى يفكروا في حل للأزمة، لعل الكهرباء تأخذ خصوصية أكبر فتحل المشكلة ..؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.