وحدها وبقرار جريء اتصلت "رغد" بالطبيب، وشرحت له وضعها وحددت الموعد، ومن ثم أخبرت والديها -بوضعهم تحت سياسة الأمر الواقع-، وطلبت منهم دفع تكاليف جراحة ستجريها لـ"تخفف وزنها"، لأنها توقن مسبقا بأنهم يسعون معها لحل مشكلتها، لكنهم يخافون عليها من الجراحة.
الدكتور فراس الحمامدة، وهو طبيب جراح في مستشفى عالية الحكومي في الخليل، قال بأن النهم لدى الكثير من المراجعين والمراجعات لعمليات تصغير المعدة بات شديدا، ويبدو أن لديهم لهفة واندفاع دون دراية بعواقب وما هية هذه العملية.
وأكد الحمامدة لمراسلة "فلسطين الآن"، انتشار عمليات تصغير المعدة، وتدافع الفتيات لإجرائها، مشيرا إلى أنها تتركز في أواسط الفتيات حديثات السن، من أجل الهروب من الوزن الزائد، أو الحفاظ على " البريستيج" والقوام الأنيق، كما حدثتها إحدى الفتيات.
السيدة دالية وتكنى بأم أحمد، مضى على إجرائها لعملية قص المعدة أكثر من تسعة أشهر، وبعد أن سحبت نفساً عميقا، قالت بأنها أقدمت على إجراء العملية بعد السمنة المفرطة التي أصابتها نتيجة مرض وخلل أصاب الغدد لديها.
وبينت السيدة دالية في حوار مع مراسلة "فلسطين الآن"، بأن قرار العملية لم يكن في ليلة وضحاها، بل بعد مشاورات كثيرة لعدد من الأطباء وفحص حالتي الصحية وهل هي حل ممكن ان يقدم خدمة ولو بقدر قليل.
وأردفت دالية، العملية لها تبعات كثيرة وآثار جانبية، وهناك جدول يتم أخذه من الطبيب، ستكون النهاية جميلة إذا تم الالتزام به من تناول الطعام المناسب حتى الالتزام بموعد الدواء.
حمى المعدة
وأشار الدكتور فراس إلى ان المراجعين الأكثر ارتيادا للعيادات والأطباء، ممن هم مختصون في عمليات تصغير المعدة، تكمن في فئة الفتيات، صغيرات السن وغير المتزوجات.
وبين الدكتور حمامدة لمراسلتنا، الى أن الفتاة تأتي الى العيادة باندفاع شديد، من أجل أمرين فقط، بأن يتم إنقاص وزنها أو المحافظة على وزن محدد، دون علم ودراية بتبعات ما قبل وبعد العملية، والأمر الأكثر خطورة هو عدم الالتزام بأوامر الطبيب.
ولفت الدكتور الى ان الحالات المرضية التي تقوم بعملية قص المعدة تحتاج لمتابعة حثيثة، وهذا الأمر تغفله الفتيات، سيما أنهن يعتقدن بانه يتم اجراء العملية وبعدها تذهب الفتاة الى البيت.
ما قبل العملية
بدوره، قال الجراح إبراهيم أبو صبحة، لمراسلتنا، بأن عملية قص المعدة باتت حلا متوفرا للسمنة المفرطة الشديدة، ويتم اللجوء اليها بعد ان تبوء كل عمليات العلاج التقليدية بالفشل، حيث أن الحمية الغذائية والرياضة لا تنجح مع كثير من الحالات.
وأضاف، بعد إجراء عملية تصغير المعدة هناك ما يسمى بـ "سنة تحضيرية"، حيث كميات الطعام الصغيرة التي يمكن تناولها مع عدم الشعور بالجوع، تؤدي إلى انخفاض كبير سريع وسهل نسبيا، هذه الحقيقة تجعل هذه العمليات شعبية ومطلوبة جدا بين أولئك الذين يتعاملون مع السمنة منذ سنوات دون نجاح.
ولفت أبو صبحة، إلى أنه يتم اخضاع المريض لبرنامج غذائي مكثف قرابة الشهرين، حيث هناك طعام وشراب محدد يمكن تناوله، وبعدها يتم اجراء العملية، لافتا إلى أن معظم هذه العمليات عادة ما تتم دون حدوث مضاعفات خطيرة في المستقبل على أن يتوقف ذلك على مدى التزام المريض بتعليمات الطبيب وعلى البرامج الغذائية والنفسية بعد إجرائها، أي أن هذه العملية لا يمكن أن تنجح إلا بتعاون المريض الكامل مع الطبيب وتفهمه لحالته.
تدخل الفتاة برفقة صديقتها الى العيادة الصحية، وبها لهفة كبيرة وشغف لمعرفة كيفية إنقاص وزنها، وذلك بتوجيه سؤال سريع للدكتور، عن طبيعة العملية التي تجرى لمن هم أصحاب الأجسام الثخينة ، وكأنه بعد عملية تصغير المعدة يعيشون على قمة العالم، الكيلوغرامات تتساقط من تلقاء نفسها، يصبحون قادرون على ارتداء الملابس التي لم يجرؤوا على ارتدائها في السابق، ولا تدري بأنه من الممكن أن تؤدي إلى النقيض المتطرف!!
