28.34°القدس
28.21°رام الله
29.97°الخليل
31.49°غزة
28.34° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.97°
غزة31.49°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

ما يطلبه السياسيون

82
82
وسام عفيفة

التغريبة الفلسطينية الممتدة على مدار 70 عاما حافلة بالمواثيق الفصائلية والوثائق السياسية، بعضها بهتت أحبارها واهترأت اوراقها، وأخرى تعرضت لعوامل النحت والتعرية الإقليمية والدولية.

 في هذه البيئة خرجت وثيقة حماس السياسية، وسط تزاحم الأحداث، وتلاطم الهموم وتراكم الأزمات الوطنية.

في المعنى السياسي هناك متغير لافت في تطور الفكر والممارسة لدى حماس، أما في الوعي الشعبي فإن: "الميه بتكذّب الغطاس"، أي أننا سنحكم على حماس من خلال سلوكها لا عبر أوراقها السياسية.

المتابع لردود الفعل النخبوية والرسمية والشعبية على الوثيقة، تبدو كأنها تدفع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل للانتقال من موقع من يقدم رؤية سياسية إلى مذيع في برنامج إذاعي عنوانه" ما يطلبه السياسيون" لاستقبال الاعتراضات والتخوفات، والمزايدات والأمنيات، بينما القاعدة الذهبية تقول: "إرضاء الساسة غاية لا تدرك".

فلسطينيا، هنا من يريد وثيقة أكثر ثورية من الثورة الفلسطينية بانتصاراتها وانكساراتها، وآخرون يطالبوها أن تكون براغماتية وأكثر مرونة بحيث ترضي نتنياهو قبل عباس، وإقليميا، هناك من يريدها عربون محبة واعتذار للنظام المصري، شرط أن تعلن براءتها من الاخوان المسلمين براءة الذئب من دم يوسف، وخليجيا، من ينصح أن تتواءم مع المبادرة العربية كي تنال المباركة السعودية، ودوليا ينصحون أن تكون وثيقة أطلسية برؤية إسلامية لمحاربة الإرهاب حتى لو كانت التهمة فلسطينية، وقانونيون يدعون إلى وثيقة إنسانية كما لو كانت  صادرة عن منظمة حقوقية، أو وثيقة مدنية ضد العنصرية وكأن لدينا أزمة في ألوان البشر أو صراع طوائف.

المفارقة العجيبة أن البعض قرر مبكرا قصف الوثيقة الحمساوية وكأنها ثكنة عسكرية بينما لا يجرؤون على إطلاق رصاصة واحدة نحو الاحتلال، وآخرون يسنّون أقلامهم كرماح في صدر الحركة، بينما يمارسون "التسحيج الانبطاحي والتطبيعي" لصالح متنفذي وأنظمة الردة.

مهما تعددت الأوصاف والتحليلات، فإن وثيقة سياسية مهما بلغت من الدقة والإحكام، لن تكون ضامنة لحقوق ومستقبل شعبنا أكثر من دماء الشهداء وتضحيات الأسرى، ودموع اللاجئين، وستبقى بندقية المقاتل هي بوصلتها.

سيظل الجدل حول الوثيقة محتدما لأنه ببساطة: "عدوك يتمنى لك الغلط وحبيبك يبلع لك الزلط".