تتقاسم البرامج الإخبارية والرياضية اهتمامات الأسرى الفلسطينيين في سجن "عوفر" في ظل توفر محطات وقنوات يسمح لهم بالتقاطها من داخل السجن. جاء هذا وفق دراسة تعد الأولى من نوعها داخل السجون أجراها الإعلامي الأسير أمين أبو وردة على أسرى سجن "عوفر" القريب من رام الله، حيث أظهرت أن الاهتمام بالبرامج الرياضية يستحوذ على اهتمامات الأسرى بشكل واضح مع البرامج الإخبارية والسياسية، في حين احتلت الأفلام والمسلسلات الدرامية المرتبة الثانية. واعتمدت الدراسة على إجراء مقابلات مع مسئولي الغرف التي يقيم فيها الأسرى، إضافة إلى اللوائح والتقارير الداخلية للتنظيمات الفلسطينية التي ينتمي إليها الأسرى. وتسمح إدارة السجون بعدد من محطات تلفزة للأسرى ومنها: فلسطين، والعربية، و"بي بي سي"، و"أم بي سي"، إضافة إلى أربع قنوات صهيونية، وقناتين إخباريتين روسيتين. كما يتم إدخال أعداد من صحيفة القدس المقدسية مرتين في الشهر بحيث تصل متأخرة عن الموعد، ناهيك عن السماح للأسرى بالتقاط محطات إذاعية محلية داخل السجن. ومن خلال المعلومات التي تم جمعها، تبين أن معظم الأسرى يتابعون برنامجين إخباريين، يقابلها مجموعة تتابع البرامج والمباريات الرياضية بشكل يومي وخاصة في ساعات الليل. أحد الأسرى المشمولين بالدراسة قال إن :"لديه اهتمام بمتابعة الألعاب الرياضية من خلال تحويل جهاز التلفاز داخل السجن إلى محطات تلفزة محلية منها محطة القدس التربوي التابعة لجامعة القدس أبو ديس، التي تبث مباريات الدوريات الأوروبية، ما يرفع حجم البرامج الرياضية المتاح متابعتها داخل السجون". وتظهر النتائج أن محطات التلفزة تحتل المرتبة الأولى في متابعة وسائل الإعلام، تليها محطات الإذاعات المحلية، ثم الصحف المطبوعة، في حين يسمح للأسرى بالاشتراك بمتابعة صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، لكن عدد الأسرى المشتركين في سجن "عوفر" ضئيل جدا لا يزيد عن ستة مشتركين، وهم الذين قضوا سنوات طويلة في الأسر ويجيدون اللغة العبرية بطلاقة. وحول البرامج الإخبارية والسياسية تبين أن البرامج المتعلقة بالأسرى تحتل المرتبة الأولى، وتليها البرامج السياسية، ثم الأخبار المحلية. وتُظهر شريحة من الأسرى الاهتمام بالبرامج المنوعة وخاصة التي تعرضها "ام بي سي"، كما أن البرامج الرياضية والبرامج المتعلقة بالأسرى تستحوذ على اهتمام الجميع مع الأخذ بالاعتبار حظر بعض التنظيمات للبرامج الغنائية والأفلام التي تحتوي على لقطات خادشة للحياء. وتشير الدراسة إلى أن هناك تباينا واضح بين الأطفال تحت سن 18 عاما وبقية الأسرى، حيث تحتل البرامج السياسية والإخبارية المرتبة الثالثة وتسبقها البرامج الرياضية والبرامج الترفيهية، كما بينت الدراسة أن المسلسلات السورية كانت تحظى بنسبة متابعة عالية لاحتوائها على عنصر الإثارة والحرب مع المستعمرين. ويقبع في سجن عوفر قرابة( 600) أسير بينهم (260) معتقلا من حركة فتح و(200) معتقل من حركة حماس و(70 ) معتقلا من الجبهة الشعبية و(40) معتقلا من الجهاد الإسلامي و(10 )معتقلين من الجبهة الديمقراطية وغالبية المعتقلين يقضون أحكام صدرت بحقهم. ويقول الأسرى إن هذه النتائج تكاد تكون متطابقة في معظم السجون باستثناء شريحة من الأسرى القدامى والمحكومين سنوات طويلة والتي تغلب عليهم الاهتمامات الوطنية.