لا يجد المعتقل السياسي في سجون السلطة عبد الله العكر ما يساند إضرابه المفتوح عن الطعام غير عزيمةٍ صلبةٍ وثقةٍ عاليةٍ بالله عز وجل أن تكون معركته التي يخوضها لليوم الرابع على التوالي طريق حريته المنشود. وبعد اختتام الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم عن الطعام الذي استمر 24 يوماً، لا تبدي وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان الاهتمام الكافي بقضية الأسير السياسي عبد الله القابع في سجن جنيد منذ أكثر من ثلاثين شهراً. واليوم يتطلع عبد الله وهو ابن الحركة الفلسطينية الأسيرة لحريته من بوابة الإضراب عن الطعام، بوابةٌ أثبت رفاقه في سجون الاحتلال أن فتحها أكثر جدوى من انتظار جولات المصالحة. بعض المعتقلين السياسيين الذين أطلعهم عبد الله على دوافعه لإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام نقلوا بوسائلهم الخاصة رسالته لعائلته وللأهالي في مدينته نابلس وفي الضفة الغربية بشكلٍ عامٍ، مؤكدين أن مطلبه من الإضراب الذي بدأ يوم الأحد الماضي 2752012 هو الإفراج الفوري عنه من سجون أمن السلطة في المدينة. [title]الصمت القاتل[/title] رفاق قيد عبد الله الذين لم يعودوا قادرين على التواصل معه بعد نقله إلى قسمٍ يحتجز فيه عناصر الأجهزة الأمنية المعاقبون في سجن الجنيد أكدوا أن السيل بلغ بعبد الله الزبى بعد وعود متكررة بالإفراج عنه دون تنفيذ. وبخلاف دعواتٍ أطلقها زملاؤه من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية ورددت صداها في جامعات ومعاهد الضفة الغربية، تلوذ مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الطلابية بصمتٍ تعتريه كثيرٌ من التساؤلات حيال قضية الطالب في جامعة النجاح الذي بلغ من العمر 29 عاماً دون أن يتمكن من التخرج بسبب اعتقالات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية. قضية مستعصية وتبدو قضية المعتقلين السياسيين ومن بينهم عبد الله الذي يقضي حكماً بالسجن لخمسة أعوامٍ إحدى القضايا المستعصية على جولات المصالحة التي تتنقل جولاتها من عاصمةٍ عربيةٍ لأخرى دون تحقيق جديد في ملف المعتقلين السياسيين. وتشير معطياتٌ غير رسميةٍ إلى أن أجهزة السلطة نفذت 79 عملية اعتقالٍ بحق أنصار حركة "حماس" في الضفة الغربية خلال شهر أيار 2012، فيما تؤكد ذات المعطيات أن 26 معتقلاً أمضوا فتراتٍ تزيد عن العام في سجون السلطة وما زالوا رهن الاعتقال حتى الآن وهم من يطلق عليهم اسم "المعتقلين القدامى" ومن ضمنهم عبد الله الذي طالبت عائلته قيادة حركة حماس والشخصيات المستقلة والمؤسسات الحقوقية بالتدخل للإفراج عنه. [title] بطاقة شخصية[/title] ولد عبد الله سالم جميل العكر بمدينة نابلس بتاريخ 24/6/1983، وتربى تربية إسلامية وكان مسجد عمر بن الخطاب في شارع السكة بالمدينة بيته الثاني، حيث ترعرع على موائد القرآن وجلسات العلم والمعرفة. بعد أن أنهى عبد الله دراسته الثانوية التحق بجامعة النجاح ليدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد فيها، وكان أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، لكن في عام 2005 بدأ تغير يطرأ على حياة عبد الله بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني منزل عائلته لاعتقاله دون أن تجده. أصبح عبد الله بعدها مطارداً لقوات الاحتلال، وتكررت محاولات اعتقاله مراتٍ عدة حيث قام الاحتلال باعتقال والده وأشقائه للضغط عليه لتسليم نفسه، ولكن هذه المحاولات كلها لم تثنه عن الاستمرار في طريقه. [title]سطور الحكاية[/title] بعد سنتين من المطاردة تمكنت قوات صهيونية خاصة من اعتقال عبد الله يوم 20/8/2007 عندما طوقت منزل ذويه بدعم من عشرات الآليات والدوريات، وحكم بالسجن لـ16 شهرا دون أن يتم إدانته بأيٍ من التهم الموجهة إليه. وبعد الإفراج عنه، كانت أجهزة الضفة الأمنية له بالمرصاد، حيث اعتقل لدى جهاز المخابرات، وتعرض للتعذيب والشبح والضرب لمدة سبعين يوما في سجن الجنيد قبل أن يفرج عنه ليتم اعتقاله مجدداً من قبل قوات الاحتلال بعد يومين من إطلاق سراحه حيث حوكم بالسجن لمدة سبعة أشهر قضاها في سجن مجدو المركزي. بعد خروجه من سجون الاحتلال في 23/8/2009 تمت ملاحقة عبد الله مجدداً من قبل أجهزة السلطة، لكن قوات الاحتلال سبقتها إليه من اعتقاله في بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله بتاريخ 31/12/ 2009 ونقلته للتحقيق معه في مركز بيت حتكفا الصهيوني، لتضطر لإطلاق سراحه بعد حوالي شهر بعد عجزها عن توجيه أي تهمة إليه. بعد الإفراج عنه لاحقته أجهزة السلطة مجدداً وتمكن جهاز "الأمن الوقائي" من اعتقاله بتاريخ 25/4/2010 في بلدة أبو ديس قضاء مدينة القدس المحتلة، حيث نقل الى سجن بيتونيا بمدينة رام الله. [title]تعذيب ومحاكمة[/title] تعرض عبد الله العكر لتعذيب شديد في سجن بيتونيا وكان ذلك بقرار من المحكمة، وذكر أحد المعتقلين معه في شهادة خاصة أن عبد الله ذاق من التعذيب والضرب والشبح حتى أنه وصل لمرحلة اللاوعي عدة مرات جراء هذا التعذيب، وأن أحد الأطباء كان يرافق الضباط والمحققين خلال تعذيبه ويعمل على تحديد مسار التحقيق لا خوفاً على عبد الله من الموت بل طمعاً بالمعلومات التي يسعى المحققون للحصول عليها. وبعد أيام طويلة من التعذيب في سجون بيتونيا، نقل العكر إلى سجن الجنيد بنابلس ليتم إكمال التحقيق معه هناك، ولعدة أشهر بقي وحيدا في زنزانة انفرادية لا تصلح لعيشة البشر. وبعد جلسات وجلسات من المحاكمات، أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة نابلس حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.