شيعت جماهير غفيرة من أبناء محافظة نابلس وفي مقدمتهم قيادات وكوادر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيد القائد زهير لبادة، في مسيرة جابت شوارع المدينة، وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة. وبعد تأدية صلاة الجنازة عليه في مسجد الحاج معزوز المصري، حُمل الشهيد على الاكتاف ملفوفا بالعلم الأخضر، وإنطلق به المشيعون مخترقين شارع الملك فيصل الرئيس، وصولا إلى منطقة دوار الشهداء وسط نابلس، قبل التوجه إلى المقبرة الشرقية، حيث وري الثرى. وهتف المشاركون للفقيد وللمقاومة وطالبوها بالرد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطينيين وخاصة بحق الأسرى العزل. كما أعلوا أصواتهم دعما للوحدة الوطنية بين مختلف الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية. ورفع المشيعون رايات حركة حماس، كون الشهيد لبادة قيادي بارز في الحركة الاسلامية، ومناضل ضحى في سبيل قضيته، كما أنه أحد مبعدي مرج الزهور عام 1992. وكان الأسير المحرر زهير لبادة قد توفي صباح الخميس 31-5-2012 بعد أسبوع على إطلاق سراحه من سجون الاحتلال جراء التدهور الخطير الذي طرأ عليه، حيث فشلت محاولات الأطباء طيلة الأيام الماضية لإنقاذ حياته، جراء المضاعفات الصحية خطيرة على حالته التي أدت إلى استشهاده. المتابعون لشئون الحركة الأسيرة يؤكدون أن الاحتلال لا يقوم بإطلاق سراح أي أسير مريض إلا بعد أن يكون وضعه الصحي قد أصبح ميئوسًا منه، وذلك خوفا من وفاته في السجن، وما قد يترتب على ذلك من ردات فعل من قبل الأسرى. وبوفاته التي تزامنت مع تسليم رفات عشرات الشهداء التي كانت الكيان الصهيوني يحتجز جثامينهم في مقابر الأرقام، يرتفع عدد الأسرى الذي استشهدوا سواء داخل السجن أو بعد الإفراج عنهم إلى أكثر من مئتين وخمسة مواطنين، في حين يتهدد مصير مشابه العشرات خلف القضبان.