الفن والإبداع والمهارة في كثير من المشغولات والأعمال الفنية المتعددة، يفتح مجالًا أمام السيدات ليكون لهن مصدر رزق ولعائلاتهن ويوفر لهم أقل ما يوفر من حاجاتهم الأساسية الحياتية، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل وزيادة معدلات البطالة التي يعيشها سكان قطاع غزة في حصار منذ أكثر من عشر سنوات.
السيدة شيرين نصار 31 عامًا من سكان منطقة موراج شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اتخذت من فن ومهارة التطريز والإبداع فيها بأفكار جديدة مصدرًا لدخل أسرتها وبوابة رزق لعائلتها، في ظل تعطل زوجها عن العمل، عدا عن العديد من الفنون التشكيلية المختلفة التي تتقنها.
بدأت نصار مشوارها منذ 17 عامًا في ممارسة الأنشطة اللامنهجية، ورغم أنها أم لثلاثة من الأبناء وربة منزل؛ إلا أنها حصلت على دبلوم تنشيط أطفال من مركز كنعان وتمتهن التطريز والمشغولات الفنية وتشرف على تدريس وتعليم عشرات السيدات في مركز الخدمات النسائية برفح، وتكمل الآن مشوارها التعليمي بدراسة تخصص الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة.
تطريز الحلي والإكسسوارات
أساور وعقود وحلقان وسلاسل وخواتم وخلاخل، تبدعها نصار بألوان ساحرة وأشكال متعددة من التطريز الحديث، تستخدم فيها الخيوط والأقمشة والخرز وأدوات مساعدة أخرى، وتضفي عليها بذوقها الرفيع جمالًا كبيرًا، عدا عن التحف والهدايا والميداليات التي تنتجها.
وخلال حديث "فلسطين الآن" مع نصار، أوضحت أنها بدأت مشوارها في عمر 13 عامًا بالمشاركة في العديد من الأنشطة اللامنهجية مع عدة جمعيات، لافتة أنها "كانت تعمل مشغولات تطريز تقليدية مثل الثياب والشالات، والآن أصبحنا نطرز الإكسسوارات والحلي بنقلات برازيلية جديدة ما يسمى بالتطريز المدني".
وتضفي نصار على مشغولاتها الصبغة التراثية والوطنية من خلال بعض النقلات والأشكال التطريزية، مشيرة "هناك تطريز مدني حديث، وتطريز فلاحي كل نقلة لها اسمها، فنقلة رأس الخيمة ترجع إلى النقلة التقليدية في بئر السبع، والآن سنشتغل الكوفية الفلسطينية بعدة ألوان وكل شيء في التطريز له مدلولاته".
وتعرض منتوجاتها على صفحتها عبر الفيسبوك، "لكن الوقت ضيق، وأنا امرأة عاملة وطالبة جامعية وأم في نفس الوقت وربة بيت، فلا أجد وقت كثير لأدخل الصفحة وأهتم فيها وأروج لعملي، ولأنه الصفحة غير ممولة فالأعداد قليلة التي تدخل على الصفحة".
وبينت نصار أن أسعار القطع والمشغولات الفنية رمزية، وتعتمد في بيعها على الكم الكبير الذي يباع في المعارض، منوهة أنها شاركت في الكثير من المعارض الفنية في مناسبات وطنية مختلفة، وتجمع نتاج ما تبيعه لشراء خامات جديدة وعمل مشغولات أخرى.
تعليم وطموح
تجتمع نصار مع مجموعة من السيدات في مركز الخدمات النسائية غرب مدينة رفح، وتقوم بتدريبهن وتعليمهن على العديد من الفنون والأعمال اليدوية، حيث تعمل مدربة ومشرفة على أكثر من ثمانية أنشطة في المركز.
وقالت: "أعلم الكثير من السيدات، وأشرف كل فترة على ما يقارب من 60 إلى 80 سيدة بأنشطة متنوعة ومختلفة، منهن من يبقى ويستمر ويمتهن أمر معين وتساعدني في تعليم سيدات أخريات".
وأضافت: "أقل ما في الأمر أن تتعلم المرأة شيئًا مفيدًا وتستغل أوقاتها فيما يعود عليها بأكبر عائد مادي لتوفير أبسط متطلبات الحياة اليومية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، فهؤلاء السيدات مصدر رزق عائلاتهن هو من هذه الأعمال والمنتوجات التي يقمن بإنتاجها بعد ما يتعلمنها".
وختمت حديثها يقولها: "أكبر طموحاتي وأمنياتي أن أملك محل أعرض فيها منتوجاتي في غزة وأقدر أبعث شغل خارج غزة، وهذا طموحي أن يخرج هذا الانتاج لدول متعددة".







