توقع مختصان بالشأن الصهيوني أن تشن (إسرائيل) حربًا جديدة على قطاع غزة لردع المقاومة الفلسطينية، لكنهما اختلفا في توقيت هذه الحرب لأسباب تتعلق بمجمل الأحداث الدائرة في سوريا ومصر ولبنان. ورأى المختصان في حديثين صحفيين منفصلين اليوم السبت أن (إسرائيل) تحاول تضخيم إمكانيات المقاومة الفلسطينية لتبرير هجومها على غزة في الفترة المقبلة. وقال المختص في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر: "إن أجندة الحرب على قطاع غزة حاضرة على مدار الساعة لدى الحكومة الإسرائيلية لكن الأحداث في سوريا وإيران ولبنان ومصر تؤخر هذه الحرب". ويرى أبو عامر أن دولة الاحتلال لا تريد أن تستبق الأمور وأن تقدم ملف غزة على ملفات إيران وسوريا ولبنان لأن التعامل مع المقاومة في غزة أسهل، معتبرا أن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، قائلاً "إسرائيل ترى أن البيئة الميدانية والعسكرية في غزة لم تختمر بعد". وأشار إلى أن إسرائيل تخلق مبررات لشن الحرب على غزة من خلال تضخيم قدرات المقاومة العسكرية. وأوضح أن إسرائيل لم تشأ أن تضخم من حجم ردة فعلها على عملية كوسفيم أمس بسبب عدم تبنيها من قبل الفصائل الفلسطينية، ولجعلها مبررًا مستقبليًا في حال قررت بدء الهجوم على قطاع غزة. وقتل أمس جندي إسرائيلى في هجوم نفذه مسلح فلسطيني على موقع "كيسوفيم" العسكري شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. من جانبه، قال المختص بالشأن الصهيوني باسم أبو عطايا: "إن إسرائيل الآن لديها حكومة ائتلافية لم تتوفر في أي فترة قادمة بقاعدة برلمانية تتجاوز 92 مقعدًا وبهذا يكون قرار الحرب على غزة أسهل ما يكون على إسرائيل". ورأى أن الظروف الحالية مناسبة جدًا للحرب وضرب المقاومة الفلسطينية من المنظور الإسرائيلي لانشغال مصر والمحيط العربي بمشاكله الداخلية والانتخابات والثورات. وخلص إلى "أن الفرصة الوحيدة لضرب غزة متوفرة في الوقت الحالي، فإسرائيل تتخوف من فوز مرشح الإخوان المسلمين في مصر محمد مرسي بالرئاسة وبالتالي وقوفه كعقبة هائلة أمامها لردع مقاومة غزة". وأوضح أن التهديدات الصهيونية المتواصلة والحديث عن قدرات هائلة للمقاومة ما هو إلا تضخيم لقدرات المقاومة بغزة لتبرير أي هجوم عليها. يذكر أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني "الشاباك"، يورام كوهين، طالب بتوجيه ضربة هجومية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قبل أن تنتشر وتتوسع وتشكل منظمات كبيرة لا تستطيع إسرائيل التعامل معها في المستقبل. وقال كوهين الأربعاء الماضي -خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي- "إن عدم عرقلة الإرهاب في قطاع غزة سيؤدي في المستقبل إلى مواجهة الإرهاب نفسه بحجم أكبر". وتصدر بين الفينة والأخرى تصريحات من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية تحذّر من إمكانيات المقاومة الفلسطينية العسكرية، وتطالب بضرورة شن حرب بشكل فوري على قطاع غزة. وصرح في وقت سابق قائد القوات الدولية في سيناء، الجنرال النيوزيلندي جيمس فيتنيغ بأن "صواريخ ووسائل قتالية مختلفة، بينها صواريخ أرض جو، روسية الصنع من طراز اس اي – 24،وصلت أخيراً إلى الفصائل الفلسطينية في غزة". في السياق نفسه، قال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية في تصريح سابق إن الحكومة الفلسطينية قلقة وتأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد. وشنت إسرائيل حربًا على غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 2008 استمرت 21 يومًا قتل فيها 1500 فلسطيني وجرح أكثر من 5000 آخرين، بالإضافة لتدمير آلاف المنازل ومئات المصانع.