في البداية ولمن لا يعلم حين يقرر الأسرى خوض إضراب هم لا يعتبرونه نوع من الترف أو حفلة رجيم وتخسيس وزن، فالحقيقة أن القرار يأخذ بعد مشاورات طويلة تستمر لأشهر قبله ويعتبر آخر الحلول المستخدمة للتعامل مع مصلحة السجون الاسرائيلية لما يتبعه من أمراض مزمنة تصيب الأسرى خصوصا في الكلى.
لذلك من المهم جداً دعم الاضراب دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة لكن سلطة "التعريص" في رام الله بمستوياتها الرسمية سعت من اللحظة الأولى لحصد زوبعة الإضراب إعلامياً وعلى أرض الواقع منعت المظاهرات التي تؤيده وظل حسين الشيخ ورا الأسرى حبة حبة حتى توقف الاضراب وخرج هو والراقصة جمال نزال للاحتفال بالانتصار "البطيخي" الذي لم يحقق سوى القليل من المطالب ومن بقي داخل السجن يعاني وخارجه يرقص لنجاح الاضراب الذي فشل فعلياً.
إلى متى ستبقى السلطة ومن ينطق باسمها "تستحمر" الشعب الفلسطيني وترقص على معاناته وهي تقاتل طواحين الهواء فمنذ أوسلو إلى اليوم غير قادرة على إنساء أي شيء جديد، الحواجز تزداد، والشركات هي هي، والبطالة والفقر في الطالع، وهي تريد الخفاظ على شكل السلطة بكل الطرق والوسائل حتى لو على حساب الأسرى، وتمنع مظاهرات التضامن معهم خوفاًعلى خدش المظهر العام لصورة فلسطين أمام المصارع المجنون ترامب وعشنا وياما حنشوف.
