13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الإعلام الصحي بين نشر الوعي وإثارة الفزع

تؤدي وسائل الإعلام دورا مهما في تشكيل الوعي لدى أفراد المجتمعات سواء في مجال تزويده بالمعلومات السليمة عن مجمل القضايا أو في تشكيل الاتجاهات والمواقف المختلفة، فالإعلام هو ضمير المجتمع بجميع فئاته، ودورهً مهم في تعزيز المعرفة لدى الجمهور، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والتوعية الهادفة التي تؤدي إلي زيادة إدراك المواطنين للمشكلات المختلفة، مع إبراز الدور الفعّال الذي يمكن أن يؤديه المجتمع في التعامل مع العديد من الموضوعات التي يطرحها. وتمثل وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة اليوم عصب الاتصالات الدولية إلي جانب أنها أصبحت من الموضوعات التي تشغل اهتمام صناع القرار والرأي العام في كل مكان، حيث باتت هذه الاتصالات تترك أثارها السلبية والإيجابية على كل مظهر من مظاهر الحياة. وهنا أود أن أشير إلي الإعلام الصحي الذي يسهم بنقل الخبرات العالمية وتسليط الضوء على التجارب الصحية والناجحة والقضايا الطبية للاستفادة منها إضافة إلي دوره في إكساب المعرفة وتزويد المتلقي بمعلومات طبية بالتعاون مع الجهات العاملة في الحقل الصحي، والدور الأهم الذي يمكن أن يقوم به الإعلام الصحي هو التعامل الشفاف مع الواقع الصحي بكل أبعاده بما فيه اكتشافه للأخطاء الطبية ورصد الإنجازات الصحية التي تتحقق على المستوى الوطني والإقليمي والدولي والمحافظة على هذه المكتسبات. الجانب الصحي كغيره من الجوانب الذي أخذ نصيبه من هذه التأثيرات، ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هنا؟ إلي أي مدى باتت وسائل الإعلام تسهم في تعزيز الوعي الصحي بعد أن أصبحت مخاطر الأوبئة والأمراض تهدد حياة الإنسان في كل مكان على وجه الأرض. إن الإعلام هو الوسيلة الجماهيرية التي تطلع المتعاملين معها على حقائق الأمور فكلما ساهمت في رفع درجة الوعي الصحي لدى المجتمع كلما ساعد ذلك في التقليل من المشكلات والأخطاء الطبية. حيث أن أصل الإعلام هو البناء وبث روح التعاون والاطمئنان بين الأفراد والمجتمعات ومن هذا المنطلق يجب أن ندرك أهمية الإعلام الذي يعمل على مواكبة الأساليب المتطورة في هذا المجال، ومن هنا فإنه من الأهمية بمكان امتلاك قواعد تواصلية وقيم صحية تساعد على الاستفادة من الإعلام في بناء الوعي الصحي لدى المجتمع ومن أهمها الانفتاح على مصادر الإعلام الصحي المتعددة لتكوين صورة متكاملة للمعلومات عبر مقارنة المعطيات الواردة فيها وانتقاء مصادر المعرفة الوقائية بالبحث عم المصادر المتخصصة وتحليل المعرفة الصحية وإخضاعها للتمحيص والاهتمام بالإحصائيات دراسة وتحليلاً واستقراء واستنتاجاً وحكماً، والمشاركة الإيجابية في الأنشطة الصحية. إننا بحاجة إلي إعلام صحي متوازن يعمل التجديد في الأسلوب والطرح لكافة القضايا الصحية المختلفة سواءً ما يتعلق بسلامة ومأمونية المريض أو الأخطاء الطبية أو غيرها من الأمور الصحية. نحتاج إلي إعلام صحي هادف ينشد المعرفة والوعي والإدراك ويتحرى صحة الأخبار ودقتها وسلامة المعلومات ووضوح الحقائق دون تهويل أو تهوين. نحتاج إلي إعلام صحي يراعي المثالية والموضوعية لتنوير الفرد والمجتمع وتثقيفه بالمعلومات الطبية والمفيدة والمعتبرة وتكوين رأي صائب لديه فيما يتعلق بالوقائع والموضوعات المثارة والمشكلات القائمة. إن وسائل الإعلام يقع على عاتقها دور بالغ الأهمية والحساسية في التعاطي مع الظروف الصحية الدقيقة وما يمكن أن يسهم به على صعيد توعية الأفراد والمجتمعات، وتعريفهم بكافة القضايا الصحية بما فيها الأمراض المختلفة وكيفية الوقاية منها. كذلك تلعب دوراً مهماً في حث الحكومة والمنظمات على التحرك الإستباقي والعاجل والمخطط لمنع اندلاع الأوبئة والأمراض في المجتمع، كذلك التأثير على الحكومة وتنبيهها نحو ما يقع من أخطاء طبية مع الأخذ بعين الاعتبار الكيفية التي سيتم بها التناول الإعلامي للموضوع دون الوقوع في دائرة إثارة الرعب والفزع بين الناس أو تشتيت أفكار وجهود المسئولين الصحيين في التصدي للأحداث المختلفة التي تصيب القطاع الصحي، ولا شك فإن للإعلام الواعي والمسئول والمهتم كفيل بالحفاظ على الخيط الدقيق بين نشر الوعي وإثارة الفزع. وهنا تكمن الأهمية البالغة في ضرورة أن توفر الحكومات مؤسسة إعلام صحي متخصصة تعمل مع وسائل الإعلام على نشر الوعي الصحي بكافة الوسائل الإعلامية بما ينعكس إيجاباً على الثقافة الصحية المجتمعية، والتي بدورها تسهم في التقليل من أعداد المرضى والمراجعين للمستشفيات والمراكز الطبية، مما يساعد على التخفيف من الضغط المتزايد على الكوادر الطبية والمقدرات الصحية