بدت علامات الارتياح والإعجاب على وجه يوسف أبو حمودة (30 عامًا) لدى مروره بصالة الوصول بمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة عائدًا من رحلة علاجية في مصر الشقيقة، ولفت انتباهه التطور الكبير الحاصل في مرافق المعبر. وبمجرد دخول أبو حمودة بصحبة عدد من العائدين إلى القطاع صالة الوصول، بادر عدد من العمال بنقل أمتعتهم ووضعها على جهاز شريط متحرك هو الأول من نوعه في المعبر البري، حيث يحمل الأمتعة بطريقة آلية لتمر عبر جهاز فحص متطور قبل أن تصل إلى يد صاحبها الذي لم يستغرق وقتًا طويلًا بإجراءات العبور. يقول أبو حمودة: "كنت قد سافرت من قبل إلى مصر، ولم تكن صالة الوصول بهذا الشكل والتطور، ولكن اليوم أرى عملاً وجهدًا كبيرًا مبذولاً لتخرج الصالة بهذا الشكل الجميل"، مشيدًا بسهولة الإجراءات المتبعة والخدمات الجديدة. وقد بدأ موَّل برنامج دول مجلس التعاون لإعادة إعمار غـزة تنفيذ مشروع تطـوير معـبر "رفـح الـبري" من خلال البنك الإسلامي للتنمية وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، بمبلغ قدره (مليون وستون ألف دولار أمريكي). ويُعدّ معبر رفح البري المّنفذ الوحيد الذي يّربط أكثر من (مليون ونصف) مواطن يعيشون على مساحة لا تتعدى الـ (360 كيلو متر مربع) مع العالم الخارجي. مصور وكالة الأنباء الفرنسية الصحفي محمود الهمص لدى عودته لقطاع غزة أشاد بجهود القائمين والممولين لمشروع تأهيل وتوسعة المعبر، قائلاً: "المعبر أصبح أفضل بكثير من السابق، من ناحية اتساعه لأعداد المسافرين، والتقنيات الحديثة التي وضعت بداخله، فضلاً عن التصاميم والتكييف والإضاءة الراقية". بدوره، يعبر الشاب أحمد- القادم من جمهورية مصر العربية- عن ارتياحه لتطوير وتوسعة وتأهيل معبر رفح لاسيما صالتي الوصول والمغادرة، لافتًا إلى أنّ شكل المعبر بحُلته الجديدة يُشكِّل راحة نفسية كبيرة للمسافرين، لتوفر كافة الإمكانات به، والتي سهلت عملية إنجاز معاملات القادمين والمغادرين بشكل أفضل من السابق. ويضيف "كما أنه من الجيد توفر أكثر من جهاز حاسوب لإدخال بيانات القادمين والمغادرين، وسير التفتيش لحقائب المسافرين، إلى جانب الأشكال الفنية والتكييف المركزي والإضاءة التي تشعر المسافرين بعد رحلة عناء وتعب طويلة بالراحة النفسية والاسترخاء". [title]نقلة نوعية ومستوىً راقٍ[/title] ويفيد استشاري البنك الإسلامي للتنمية في غزة المهندس رفعت دياب أن المشروع تضمن الحفاظ على ما هو قائم من خلال التأهيل والصيانة والتجديد وتحقـيق ما تـتطلبه الاحتياجات المُستـقبلية، وتشمل إنشاء البوابة الرئيسية للمعبر، والصيانة الداخلية لصالات الوصول الفرعية وفحص الأمتعة وصالة المُغادرة. بينما شملت الصيانة الخارجية تأهيل واجهات صالات الوصول الرئيسية والفرعية والمغادرة، وتزويد الصالات بعد تجهيزها بالأثاث اللازم (الكراسي – الطاولات – ملحقات أخرى)، وإعادة تأهيل مرافـق المعبر لضمان عملها وتـشغيلها حسب الأصول والمُتطلبات الفنية، وإعادة تـفعـيل أنظمة المعـبر المُتعـطلة، كأنظمة الحريق والإنذار والمراقبة والصوت والإنارة والتكيـيف، وتوريد وتركيب أجهزة فحص الأمتعة X- Rays. ويتحدث مدير المشاريع الإنشائية في الإغاثة الإسلامية المهندس محمد المقيد عن البدايات الأولى للمشروع، حينما تقدمت هيئة المعابر والحدود بأفكار متواضعة لعمل متوضأ ودورات مياه وبعض المرافق. ويوضح أنه تم تقديم مقترحًا للبنك الإسلامي للتنمية بجدة الذي بدوره طلب تطوير المقترح بشكل أفضل، وبالفعل تمت الاستعانة باستشاري معماري خارجي والتركيز على المرافق التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وكانت الموافقة من البنك على التمويل والبدء بالتنفيذ. بدوره، يؤكد مدير عام بهيئة المعابر والحدود بشير أبو النجا أن المعبر انتقل نقلة نوعية ووصل إلى مستوى عالمي ودولي من حيث التصميم والخدمات، مشيدًا باهتمام الطاقم الفني المشرف على المشروع بأدق التفاصيل حتى في التشطيبات النهائية. ويقول أبو النجا إن تطوير المعبر انعكس على نفسية المواطنين المسافرين، مشيرًا إلى ثنائهم الكبير على الجهات المنفذة للتطور الحاصل. ويعرب أبو النجا عن تقديره وشكره العميق للبنك الإسلامي للتنمية والإغاثة الإسلامية والشركة المنفذة للمشروع؛ لتحويله من حلم إلى واقع يتلمسه سكان القطاع والزائرين له. [title]شكل جديد وانطباع مختلف[/title] ويشير مهندس المشروع أحمد أبو معيلق إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل فريق فني متكامل لإعادة تأهيل البنى التحتية للمعبر وشبكة الكهرباء والاتصالات والأنظمة الالكترونية، والتي تم تجهيزها بأرقى المخططات والتجهيزات اللازمة لأية تطويرات لاحقة. ويبين أنه تم التركيز عند التصميم لمرافق المعبر وتطويرها على إعطاء المسافرين انطباعًا جيدًا وشعورًا نفسيًا، بخلاف التصميم القديم إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان يشعر المسافرين كأنهم داخل موقع عسكري ومراقبين أمنيًا. فيما يوضح منسق المشروع المهندس سالم القدوة حجم التطور الحاصل في صالتي الوصول والمغادرة، مبينًا أن الأولى كانت بمساحة نحو 600 متر مربعًا وأصبحت بمسافة 970 مترًا مربعًا يجاورها صالة فحص الامتعة التي تحتوي على الشريط المتحرك لنقل الأمتعة والذي بلغت تكلفته نحو 120 ألف دولار أمريكي. أما فيما يتعلق بصالة المغادرة، فيبين القدوة أنها كانت بمساحة نحو 350 مترًا مربعًا وأصبحت بعد التوسيعات 800 متر مربع تتسع لأكثر من 4 حافلات، وتحتوي على كافتيريا حديثة ودورات مياه بالإضافة إلى التكييف المركزي والإضاءة المريحة. يشار إلى أن صالة الوصول أصبحت جاهزة للعمل منذ نحو شهرين، فيما يزال العمل جارٍ بصالة المغادرة، ومن المتوقع أن يتم افتتاحها منتصف يونيو/حزيران، بالتزامن مع انتهاء كافة التجهيزات بما فيها بوابة المعبر الرئيسية التي أُنشِئت بتصميم معماري فريد. [img=062012/re_1338881167.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881180.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881187.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881195.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881201.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881207.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881213.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881219.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881224.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881231.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881238.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881247.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881254.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881260.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881266.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881273.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881279.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881286.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881293.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881299.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881305.jpg]تطوير معبر رفح[/img] [img=062012/re_1338881314.jpg]تطوير معبر رفح[/img]