28.34°القدس
28.21°رام الله
29.97°الخليل
31.49°غزة
28.34° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.97°
غزة31.49°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

اختراقات

0
وسام عفيفة

كأنها قرع طبول الحرب، أو نزال الفرسان قبل التحام الجيوش، هكذا برزت حرب الاختراقات الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية التي تصطادنا كما تصطاد أنثى العنكبوت فريستها، لنكتشف وهنها رغم سطوتها.

لقد تبدلت معارك الإنسان... وبات يعتمد سلاح الفضاء الإلكتروني ومسرح عملياته شاشات الكمبيوتر وشبكات الإنترنت، لتوجيه عمليات اختراق وقرصنة، تعطيل وتخريب، سرقة وسيطرة، إنها الحرب السيبرانية.. حرب المستقبل المفزعة.

قصف الجبهات "سايبريا" كان الحدث الأبرز الذي شهدته منطقتنا مؤخرًا، بامتداداته السياسية والإعلامية والأمنية، حيث تعرضت قطر إلى عملية إنزال إلكتروني ضد وكالة الأنباء الرسمية، وتم نشر تصريحات مفبركة لأميرها أشعلت مواجهة إعلامية خليجية لم تستثن تداعياتها الساحة الفلسطينية.

لم تمض أيام حتى تمكن قراصنة من اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة، واستولوا على وثائق مهمة، تكشف الكثير من أسرار سفارة الإمارات وعلاقات العتيبة بمؤسسات الضغط الأمريكية المدعومة إسرائيليًا، التي تتولى مهاجمة سياسة قطر واتهامها بالإرهاب.

سبق هذا الاشتباك السايبري هزة في أمريكا العظمى، حيث أجمعت الاستخبارات القومية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي"، وجود معطيات حول تأثير روسيا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح فوز دونالد ترامب، من خلال القرصنة الإلكترونية.

ماذا يعني كل هذا؟ ... يعني أننا جميعًا أفرادًا ومؤسسات وجماعات فرائس على الشبكة العنكبوتية، وأن الظاهرة لا تستثني دولًا عظمى وقعت في فخ الهجمات السايبرية ولم تحمها تحصيناتها الإلكترونية العتيدة، وعليه نكون نحن أبناء العالم الثالث قد وقعنا في الفخ منذ زمن، فلا حصانة لأي قصاصة تصل جهازًا مرتبطًا بالإنترنت.

المضحك في هذه الظاهرة الكونية أن التخلف الإلكتروني أو" أمية الإنترنت" تشكل أفضل حصانة طبيعية لتجنب السقوط في هذه الفخاخ.

والخطير اتساع ثقافة الاختراق والقرصنة وتمددها بحيث أصحبت علمًا ونهجًا وسلوكًا يجذب الأفراد سواء لأهداف معينة أو كمتطفلين، ما ينذر بافتقاد الأجيال القادمة الأمان الشخصي واغتصاب الخصوصية، كما أن عمليات الاختراق المتبادلة سوف تطال كل المستويات والشرائح الاجتماعية، حتى العلاقات الشخصية بين الزوجين.

 سوف تنتهك الأسرار، وتسبر الأغوار، وتسقط الأقنعة، وقد نستيقظ يومًا ونكتشف أننا مخترقون حتى النخاع.