غزة – مهند عز الدين قبل أيام قليلة خرج وزير جيش الاحتلال الصهيوني أيهود باراك ليؤكد أن القبة الحديدية حققت نجاحاً باهراً بنسبة 100% في تصديها للصواريخ التي تطلق على دولة الكيان الصهيوني خلال التصعيد الأخير على قطاع غزة . وأفاد باراك حينها أن نسبة النجاح التي حققته منظومة القبة الحديدية كان بدرجة ممتازة حيث حققت نسبة 100%، مضيفاً بالقول :"نعرف أن الطريق طويل وأن المناطق المحمية محدودة ولكن علينا دراسة العبر من التشغيل الأولي للقبة الحديدية". فرحة ليست في محلها أما الكاتب الصهيوني في صحيفة هآرتس العبرية رؤوبان بدهتسور فقد اعتبر أن الفرحة بالقبة الحديدة وبدء تشغيلها سابقة لأوانها بعض الشيء، وهي في غير محلها إلى حد كبير. وقال :" لا خلاف على الانجاز التكنولوجي المثير للانطباع الذي حققته شركة رفائيل، فتطوير منظومة اعتراض قادرة على ضرب صاروخ خلال طيرانه، ليس أمرا بسيطاً إلا أن المشكلة الوحيدة هي أن القبة الحديدية ليست الحل الصحيح والمناسب لمشكلة صواريخ القسام وقذائف الهاون التي تُطلق من قطاع غزة ".. ثمن باهض وعزا ذلك إلى ارتفاع ثمن صواريخ الاعتراض والتي تحتاج لو تم مقابلة كل صاروخ فلسطيني بصاروخ اعتراض رهن ميزانية الأمن لصواريخ الاعتراض ، وقال :" إن كلفة اعتراض كل مقذوف صاروخي مرتفعة جدا، بحيث إن كل ما يحتاجه الفلسطينيون فقط هو إطلاق المزيد من القذائف الصاروخية، الرخيصة جدا، بما يؤدي خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا إلى إفراغ مخزون الصواريخ التي تُستخدم في القبة الحديدية. فثمن صاروخ القبة الحديدية يقدر بـ 100 ألف دولار". مساحة صغيرة كما تطرق الكاتب الصهيوني إلى المساحة التي تغطيها المنظومة بقوله :" هاتان المنظومتان تحميان منطقتين محدودتين من حيث نطاقهما. بينما تبقى سائر مناطق الجنوب، أشدود ومحيطها، من دون حماية. وأضاف :"في جميع الأحوال، منظومة قبة حديدية لا توفر حماية مُحكمة. فقد أخفقت المنظومة في محاولة اعتراض صاروخ غراد. ولحسن الحظ، لم يؤد هذا الصاروخ إلى وقوع إصابات. لكن ماذا سيحصل إذا أصاب صاروخ الغراد، الذي تمكن من اختراق منظومة الحماية، مدرسة في أشكلون في منتصف يوم دراسي؟ عندها ستتلاشى دفعة واحدة كل هذه النشوة المرافقة لتشغيل القبة الحديدية". الزيات واستبعاد النجاح وكان استبعد خبير عسكري واستراتيجي مصري نجاح ما يسمى بـ"منظومة القبة الحديدة" في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تطلق على المغتصبات الصهيونية ،معتبراً أن ما يدور في الأوساط الأمنية الصهيونية عن "نجاحات واعتراض بعض أنواع الصواريخ يظل هذا الأمر مرتبط بتجارب وقد يكون في جزء من سياسة الدعائي لتهدئة الجبهة الداخلية الصهيونية ". مشكلات كبيرة وعن المشكلات التي تواجه هذه الأنظمة الاعتراض قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد صفوت الزيات - في مقابلة سابقة خص بها شبكة " فلسطين الآن " الإخبارية- : " لدينا معلومات مؤكدة أن لديهم مشكلات كبيرة جدًّا في تلك الأنظمة، المشكلة الأولى في هذا النظام الصاروخي أن الوقت المتاح لرد الفعل لاعتراض الصواريخ الفلسطينية يزيد بكثير عن الزمن الذي تستغرقه الصواريخ الفلسطينية في الوصول إلى أهدافها وربما قد يصل الأمر من 15 إلى 20 ثانية وبالتالي فإن الفعالية العملياتية مشكوك فيها". أما البعد الثاني في مشكلات هذه الأنظمة-يضيف الزيات- فهو أنه ذات تكلفة كبيرة "فتكلفة الصاروخ المعترض في نظام القبة الحديدية عالية جدا هناك من يتحدث عن 100 ألف دولار للصاروخ الواحد وتساءل "عندما تعترض صاروخ تكلفته مئة دولار أو يزيد قليلاً بصاروخ اعتراضي تكلفته من 50 – 100 ألف دولار هذا رقم خارج مفهوم الفعالية الاقتصادية لأي نظام وهو أحد الأمور التي دائماً توضع في الحسبان". ورأى الزيات أن العامل الثالث في عدم فعاليته أنه لن يستطيع أن يجابه كثافة إطلاقات سريعة في وقت قصير أو ما يسمى "بالصليات" وهي الاطلاقات المجمعة لو نجحت المقاومة في إطلاق حجم كبير من الصواريخ في فترة زمنية قصيرة ، وقال "هناك حديث على أنه قد يمكن للخصم شن ضربات أعداد كبيرة من الصواريخ في آن واحد، هذا قد يسبب إشباع للنظام الدفاعي الصاروخي وقد يفشل عن مواجهتها" وأشار أيضاً إلى أن هناك "دراسات إسرائيلية" -وهي مشكلة رابعة تواجه المنظومة- ذهبت إلى حد انتقاد هذه الأنظمة الجديدة وتطالب بوقف تطويرها والتركيز على أنظمة الدفاع المدني بمعنى" زيادة التحصينات وزيادة كفاءة نظام الإنذار الموقوت لسكان (إسرائيل)، سواء الموجودين في الشمال أو في الجنوب حول قطاع غزة أو الموجودين في منطقة الوسط باعتبار أن المديات الصاروخية لحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين تصل الآن إلى مناطق لم تكن مسبوقة قبل هذا". النتيجة .. القبة فشلت وليست الحل إذن ومن خلال ما سبق ، ومن خلال معاينة ورصد ما تم على هذا الصعيد خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ، فإن الواقع يثبت أن القبة الحديدة لن تكون الحل الصهيوني الأنجع لصواريخ المقاومة الفلسطينية البدائية من الناحية التكنولوجية العسكرية والتي وعلى الرغم من ذلك تشكل هاجساً كبيراً للصهاينة وجيشهم الذي يزعم أنه لا يقهر .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.