تشهد الضفة الغربية ارتفاعاً في وتيرة حوادث السير والقتل على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن هذه الزيادة تبلغ ذروتها للأسف في أيام شهر رمضان المبارك، حيث تزداد المشاجرات لأسباب واهية، مما يفضي الى إراقة الدماء والقتل.
ففي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى الداخل المحتل، ترتفع منذ بداية شهر رمضان عدد حوادث السير، حيث وقع أكثر من 500 حادث وشجارٍ كبير، بارتفاع نسبته 15% مقارنة مع العام الماضي.
وبحسب معطيات الشرطة، تسببت حوادث السير هذه حتى إعداد هذا التقرير، بوفاة تسعة أشخاص وإصابة 619 آخرين، وتم خلال هذا الشهر تحرير حوالي 6000 مخالفة سير، الأمر الذي يستدعي تدخلات جادة من الجهات ذات العلاقة والمواطن أيضا، لا سيما وأنه المسؤول الأول في قيادة مركبته والتعامل الآمن معها.
ما هي الأسباب؟
ورجوعاً إلى أهم إلى الأسباب وراء هذه الحوادث، بيّن مدير مركز شرطة يطا والسموع "عماد الهوارين"، بحديثه الموجز، بأن هذا الارتفاع يأتي ضمن اختراق قوانين السير بشكل رئيس وعدم التقيد بها، مشيرا إلى أن قليل من السائقين يلتزمون بوضع حزام الأمان، بالإضافة إلى استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة، والتجاوز الخطير لعدد من السائقين في الطرق الخارجية.
ولفت أيضاً، أن السرعة الزائدة والمتهورة، والقيادة تحت تأثير التعب والإرهاق بسبب السهر في شهر رمضان، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة ووقوع الحوادث القاتلة، ولا نغفل عن الحالة العصبية التي يصل إليها الصائم بدعوى الصيام، وبأنه لا يستطيع الصبر والتحمل، خاصة الصائمين من فئة المدخنين للسجائر.
وأضاف الهوارين لمراسلة "فلسطين الآن" أن تصميم الكثير من السائقين على الرأي الخاطئ وعدم احترام حق الأولوية وقطع الإشارة وهي حمراء، كلها تجاوزات تسببت في حوادث وخلّفت إصابات كان من الممكن تجنبها في حال احترام قوانين القيادة والانتباه أثناء استعمال المركبة.
تدخل الدفاع المدني
من جهته، قال الملازم أحمد عمرو، وهو مسئول عن وحدة متابعة الحوادث بالضفة الغربية، موضحا أهم أسباب الحوادث، وخصوصا ما قبل الإفطار بدقائق، مشيرا إلى أن جهاز الشرطة لا يستطيع بسط السيطرة الكاملة، على السيارات "المستعجلة"، فالكل يحاول الوصول مسرعا إلى منزله.
وبين عمرو لـ "فلسطين الآن"، تصل الدفاع المدني بلاغات كثيرة كل يوم، من أجل السيطرة على حوادث لها تبعات وأضرار كبيرة في المركبات، تكون سببها عادة السرعة وعدم إعطاء حق الأولوية، الأمر الذي يخلق أزمة من العبث، وبالتالي تكون نهايتها مشاكل ومشاحنات، ولربما تتطور إذا لم يتم وضع حد لها من المواطنين أنفسهم، أو بتدخل الشرطة.
ولفت عمرو، أن الدفاع المدني يأخذ على عاتقة مسؤولية إسناد الشرطة الفلسطينية في متابعة الحوادث الميدانية، خصوصا حوادث السير التي تحدث خارج المدن، على الطرق الالتفافية.
القتل بزيادة
وعلى شاكلة كل رمضان، تزداد حالات القتل في محافظات الضفة الغربية والقطاع المحاصر، نتيجة الشجارات الدامية، والتي راح ضحيتها خمسة من عائلة واحدة في غزة بداية الأسبوع المنصرم، بالإضافة إلى حالات قتل في الضفة الغربية.
وبينت الشرطة الفلسطينية في بيان لها تعقيبا على الحادث، اطلعت علية "فلسطين الآن" أن معظمها ناتجة عن العصبية الزائدة التي تؤدي إلى الصراخ ومن ثم تتطور إلى شجار واعتداءات، موضحا أن دوافعها بسيطة مثل التشاجر على موقف سيارات أو خلافات بسيطة سرعان ما تتطور.
واعتبرت الشرطة أن تسجيل حالات الوفاة نتيجة حوادث السير والشجارات، رقما مقلقا لا سيما وأنه قابل للزيادة، فشهر رمضان لم ينته بعد، داعيا إلى ضبط النفس واحترام القانون وأخذ هذه الإحصائيات بعين الاعتبار؛ لتكون نقطة تحول للمحافظة على أرواح مواطنينا وعدم تعريضهم لمآسي.