10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.83°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.83°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: فزاعة الإخوان وتلميع شفيق وزهايمر المواطنين

شهدت الفترة الماضية جهودا كبيرة من الحكومة وأعوانها فى تزويق وتلميع الفريق أحمد شفيق، مستغلة كل إمكانياتها وآلاتها الإعلامية فى إخراجه من جحيم النظام البائد وإلبسه ثوب البطل الشعبى المنقذ الذى سيحقق الآمال والأحلام والأمان تمهيدا لإدخاله جنة الرئاسة. بالرغم من إعلان الوزيرة فايزة أبو النجا أن الحكومة على الحياد، ولكن يبدو أن هذا الحياد لا يوجد سوى فى ذاكرة الوزيرة بعدما أعلن الكثير من الوزراء تصريحا وتلميحا عن دعم المرشح أحمد شفيق، فقد نجحت الحكومة ومعها بالطبع المجلس العسكرى الذى يواصل تسديداته لتحقيق مآربه متفوقا على مهارات أبوتريكة أن يضعوا الثورة والغالبية العظمى من الشعب المصرى فى موقف المتفرج والمتردد والمقاطع للجولة الثانية من انتخابات جولة الإعادة الرئاسية بعدما نجحوا فى وضع الشعب بين فزاعة الإخوان وجنة شفيق الموعودة. فقد تحول أحمد شفيق بقدرة قادر من معارض للثورة ومشارك فى إجهاضها عبر موقعة الجمل وساكت عن تهريب الأموال للخارج ومتهم فى العديد من قضايا الفساد إلى رجل الثورة والمدافع عنها والساعى لتحقيق أهدافها، هذا التحول المفاجئ يؤكد أن تلميذ مبارك النجيب يمارس التلاعب بمشاعر المواطنين كما كان يفعل النظام الذى تربى فى أحضانه، معتقدا أن الشعب مصاب بالزهايمر ونسى ماحدث على مدار 30 عاما وما قاله شفيق قبل عدة أيام. الغريب أن المرشح أحمد شفيق الذى وعد الناس بعودة الأمن إلى البلاد خلال 24 ساعة وكأنه يمسك بزمام الأمور ويتحكم بمن يفتعلون الأزمات والفوضى فى البلاد بالريموت كنترول، أصبح غير قادر على حماية مقاراته الانتخابية ولا يستطيع أن يسير فى الشارع دون حماية من حجافل الأمن والشرطة والحراسات الخاصة، وبالرغم من ذلك يلاحقه الناس بالأحذية، فكيف لشخص لايستطيع أن يحمى نفسه إلا بقوة الجيش والشرطة والحرسات الخاصة أن يحقق الأمان خلال 24 ساعة وهو غير قادر على تحقيق الأمن لشخصه، متناسيا أن الأمان لايتحقق إلا بالعدل والإنصاف وعودة الحقوق إلى أصحابها، وليس بالقوة المفرطة التى يتحدث عنها. الشعب لا يريد عدل الفاروق عمر بن الخطاب لأنه يدرك أنه هذا العدل لن يكون على يد أحمد شفيق أو محمد مرسى ولكن يريد أن يكف المرشح والحكومة وإعلامها عن الاستخفاف بعقول بالمواطنين وتغير الحقائق وتحويل المجرمين إلى إبطال وإلباس الفلول ثوب الثوار الأحرار. فبدلاً من أن تُسخر الحكومة جهودها لحل أزمات المواطنين والقضاء على طوابير الغاز والبنزين التى تحدث بفعل فاعل، تفرغت لإرهاب الشعب بفزاعة الإخوان المسلمين ليس حباً فى أحمد شفيق فقط، بل انتقاماً من الإخوان المسلمين تمهيدا لحل مجلس الشعب بعد الانتخابات ليتم إجراء انتخابات جديدة ينجح فيها ما تريده الحكومة والرئيس ليعود مجلس الشعب 2010 فى صورة جديدة، وبذلك تضرب الحكومة والمجلس العسكرى كل العصافير بحجر الشعب بعدما استطاعت أن تضعه فى قائمة المتفرجين كما كان يحدث فى عهد النظام البائد، فهل يستسلم الشعب لهذه الفزاعة ويقع فى مصيدة التشويه ويمنح الحكومة الفرصة لتحديد شخص الرئيس القادم؟ لم يكن للحكومة ومعها المجلس العسكرى أن تفعل كل ذلك لولا تشرذم الثورة وتفرق الثوار إلى ائتلافات متعددة تعيش فى جزر منعزلة كل منها لاينظر سوى تحت قدميه ولايرى سوى نفسه، ولايدرك ما يخطط له فلول النظام البائد الذين يمارسون مهامهم فى سكون بعيدا عن الضجيج، فى الوقت الذى تخصص فيه الثوار فى مهنة الكلام دون تحقيق الأفعال والنظر إلى المستقبل. فالحكومة حتى الآن لازالت تتحدث عن مشاريع مستقبلية وخطط طويلة المدى مثل مشروع شرق العوينات والسويس وغيرها من المشاريع التى تحتاج إلى وقت طويل وكأنها مستمرة إلى الأبد ولن تغادر مواقعها بعد عدة أسابيع، فهل يسمح الشعب للحكومة أن تتفرغ للقيام بمهمة إنجاح أحمد شفيق وإعلان وأد الثورة من خلال فزاعة الإخوان المسلمين التى سقط فيها الكثير من الناس حتى الآن، أما سيكون الشعب قادر على الحفاظ على ثورته وإنقاذها من عمليات التضليل والتشويه.