30.55°القدس
30.08°رام الله
29.42°الخليل
31.39°غزة
30.55° القدس
رام الله30.08°
الخليل29.42°
غزة31.39°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

أطفال الأمس شباب اليوم

2
2
أنس إسماعيل

أذكر ذاكرالطفل الذي كان بارزا في حلقة تكبيرات العيد حيث يمسك المايك بيدة ويبدأ بتكبيرات العيد بصوت مزعج جدا يصرخ صراخا يخرق طبلة الأذن وثقب الأوزون كان يشعر نفسه زعيم الجماهير ومسؤول ملف التكبيرات في غزة كلها اذ كان يلبس ثياب العيد مبكرا ويأتي المسجد مبكرا متربعا على عرش التكبيرات وكل خمس جولات يبدأ بقراءة المختلف ليشعر الجميع أنه يحفظ ما لا يحفظون "الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا...." ويقرأها مسرعاً ليظهر للجميع أنه يحفظها عن ظهر قلب دلالة على نباهته وحفظه الشديد...

انتقل ذاك الطفل الى المرحلة الثانية "مرحلة التكبير" بعد أن كان قبلها بسنوات مسؤول قسم "الطقيع" و"الفراقيع" التي كانت تزعج المصليين على الدوام، ثم مرحلة "مسؤول تكبيرات العيد" ثم رمضان الذي يليه مرحلة العمل في نظام المسجد لمنع الأطفال من ازعاج المصلين والصراخ عليهم ليقوموا الى صلاة التروايح والتي كان الهدوء يبدأ بعد ركوع الركعة الأولى حسن تسمع زحف الأيفال مسرعين للركوع في إشارة أنهم قد بحقوا الركعة الأولى..

اليوم أصبح عضواً بارزاً في التنظم في تحول مرحلاتي مهم من حياة الطفولة في غزة، وأصبح طالباً جامعياً نبيهاً أذكر أني رأيته في الجامعة يلبس "روب" التمريض، ويحمل تحت كتفه كتاباً وزنه ٥٠٠ كيلو جرام... أوقفته قائلاً: ألست ذاك الطفل الذي... ولم أنهي كلامي حتى قال: نعم مسؤول تكبيرات العيد... ضحك وقال أيضاً: أطفال الأمس شباب اليوم ضحكت وقلت له: عيد فطر سعيد لم نرك في تكبيرات المسجد هذا العام فقال: الآن أصلي في العراء.