يزداد وضع الغزيين تفاقماً أمام الأزمات المتفاقمة، حيث المعاناة والعوز الشديد للمياه في ظل حر صيف شديد، فأزمة أزمة انقطاع الكهرباء ألقت بظلالها على المواطنين.
وتؤثر أزمة الكهرباء بشكل أساسي على انقطاع الماء حيث تصل القطاع الكهرباء يومياً أربعة ساعات فقط وأقل وهي غير كافية لتشغيل مواتير المياه، وسط تحذيرات من وضع كارثي.
ويستيقظ "أبو درويش" في الصباح لكي يغسل وجه المتجعد الذي أنهكته مشقة الحياة فيتفاجأ بعدم توفر المياه ليذهب لتعبئة خزانات المنزل فيتفاجأ بانقطاع المياه، فيبقى على أمل إلى حين حضور الكهرباء لتشغيل ماتور المياه.
ويروي الحاج الستيني لـ "فلسطين الآن" أنه اضطر جراء أزمة المياه إلى شرائها من الباعة المتجولين ورفعها إلى خزانات المنزل كي لا يعاني أهله، مبيناً أن هذا الحل غير مجدي في ظل ضعف الوضع المادي لديه.
نائب رئيس سلطة المياه في غزة المهندس مازن البنا، دعا إلى إيجاد حل سياسي لتفادي أزمة المياه الخانقة في قطاع غزة.
ويقول البنا لـ "فلسطين الآن" إنه يجب أن يكون هناك حلاً سياسياً بين الضفة وغزة ورفع ضريبة البلو عن السولار الصناعي الخاصة محطة توليد الكهرباء لضمان تزويد المواطنين بالمياه، وتجنيب الاحتياجات الإنسانية الخلافات السياسية.
ويبيّن أن أزمة المياه في القطاع مستمرة منذ أعوام لأن مصادر المياه محدودة، وبدأ المواطن يشعر بها بشكل كبير نتيجة الإجراءات الكبيرة المتخذة ضد قطاع غزة خاصة موضوع توفير السولار لمحطة توليد الطاقة وانعكاس تقليص ساعات وجود الكهرباء على قطاع المياه والصرف الصحي.
وتفيد المعلومات بأن نصيب الفرد اليومي في غزة متدني يصل إلى 80 لتراً، لكن منظمة الصحة العالمية تتحدث عن حد أدني من 100 لـ 150 لتر يومي حتى يستطيع المواطن أن يعيش حياة كريمة وصحية.
صبر لن يطول
أما المواطنة أم فادي فتؤكد تكدس أكوام كبيرة من الغسيل التي لا تقدر على غسله بفعل الأزمة الخانقة حيث لا ماء ولا كهرباء.
وتشير ربة المنزل أم فادي إلى أنها تنتظر حتى منتصف الليل وصول الكهرباء لقضاء مصلحة بيتها من غسيل، وخبز لقمة العيش لأولادها، منوهة إلى عدم وجود جدول محدد ومنتظم للكهرباء.
ومع حلول صيف كل عام، تعود مشكلة نقص مياه الشرب في قطاع غزة تطفو إلى السطح من جديد من تنتناب المواطنين حالة توتر ويأس من الوضع السائد تزامناً مع حصار خانق مفروض منذ أكثر من 10 سنوات.
وضع بائس
وتحذر هيئات محلية في قطاع غزة من كارثة كبيرة تعصف بمناحي الحياة إن استمرت الأزمة على حالها دون أية حلول.
وفي الحلول الممكنة يرى البنا أنه من الضروري أن تقوم البلديات بحفر آبار مياه في المناطق والأحياء الصغيرة حتى يتوافق موضوع وجود الكهرباء في هذه المناطق مع توفر المياه بتشغيل المواتير.
وينوه إلى أن هذا الحل متوفر لكنه مكلف في ظل تراجع الإيرادات والجباية لدى البلديات.
ويطالب البنا المواطنين بترشيد استهلاك المياه وعدم هدرها وتخزينها لأكبر قدر ممكن من الوقت والتخفيف من حدة الأزمة حالياً.
كما يدعو المؤسسات الدولية دعم البلديات وتوفير السولار لتشغيل آبار المياه لأكبر عدد من الساعات وتوفير المياه للمواطنين بشكل أكبر.