عشر مرات ونيف قرأت تصريح عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبد الله أبو سمهدانة، عشر مرات وأنا أحاول فهم مضمون دعوة الرجل إلى اعتماد مبدأ التمثيل النسبي الكامل في الانتخابات التشريعية، بهدف التحايل على أي محاولة إسرائيلية لعرقلة الانتخابات الفلسطينية في القدس! من المؤكد أن الفلسطينيين سيخجلون من أنفسهم إذا أجروا الانتخابات التشريعية دون سكان القدس العربية، ومن المؤكد أن إسرائيل ستحول دون إجراء الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس، لأن القدس صارت مدينة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، بعد أن ضموها فعلياً، وصار من حق الفلسطيني المقيم في المدينة المقدسة أن ينتخب ممثليه في الكنيست الإسرائيلية! ومن المؤكد أن أمريكا العظمى قد عجزت عن الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني في المدينة، ولكن ما هو غير مؤكد، وما يثير الاستغراب؛ كيف سيسهم اعتماد مبدأ التمثيل النسبي في التحايل على الإسرائيليين، وإجراء الانتخابات في مدينة القدس؟ أعاود قراءة تصريح مسئول حركة فتح، وأعاود القراءة، وأندهش من الكيفية التي سيتم فيها التحايل على الإسرائيليين؟ فهل سيصير التصويت سراً إذا تأكد استحالة إجراء الانتخابات العلنية في القدس؟ هل سيخرج أهل القدس إلى رام الله ويدلوا بأصواتهم هنالك؟ أم هل سيصير الاكتفاء بمن يدلي بصوته من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، ويصير مشاركة سكان القدس في الانتخابات من خلال الإنترنت، حتى لا تقع على المسئولين الفلسطينيين ملامة التخلي عن القدس في هذا الشأن؟ هل هذه هي طريقة التحايل على القرار الإسرائيلي الذي لن يسمح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في القدس، ولن يسمح لها بعملية فرز الأصوات، ولن يسمح حتى بإعلان نتائج انتخابات فلسطينية تجري في القدس؟ القيادي في حركة فتح يطالب باعتماد التمثيل النسبي رغم التوافق على اعتماد نظام الدوائر ونظام التمثيل النسبي في لقاءات القاهرة، ولكن الرجل يطالب بمبدأ التمثيل النسبي بهدف التحايل على الرفض الإسرائيلي لإجراء الانتخابات التشريعية في القدس، لذلك أتمنى على أي فلسطيني يعرف الطريقة التي ستجرى فيها الانتخابات التشريعية في القدس بشكل تحايلي، ودون موافقة إسرائيل، أتمنى عليه أن يشرح لنا، وأن يرشدنا إلى طريقة إبداعية مشابهة تساعدنا في تحرير فلسطين، وإعادة اللاجئين، وليرشدنا إلى طريقة تحايل لتقرير المصير، وطريقة تحايل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. بالمناسبة، هل سمعتم الأنين؟ إنها القدس تقول: أنا المرأة لا أعشق الرجل العنين، أنا القدس؛ يجوس في أحشائي أبناءُ إسرائيل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.