تراجيديا حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان التي راح ضحيتها أردنيَيْن بنيران زئيف حارس الأمن كانت قبل نحو12 عاما كوميديا سياسية سوداء عبر عنها الفيلم المصري الساخر "السفارة في العمارة".
فقد دارت أحداث الفيلم حول المهندس شريف خيري) عادل مام) الشخص اللاهي المستهتر الذي يعود إلى مصر بعد 25 سنة قضاها مهندس نفط في الإمارات، ثم يتفاجأ بوجود السفارة الإسرائيلية في المبنى الذي يقطنه في القاهرة، وخلال أحداث الفيلم نشاهد معاناته بسبب الإجراءات الأمنية التي تفرض عليه من جراء ذلك. مما يدفعه من التحول من إنسان أناني لا علاقة له بالسياسة إلى شخص مناوئ لإسرائيل ويتحول إلى رمز شعبي إلى أن يتم الضغط عليه حتى يوقف حملاته ضد وجود السفارة في العمارة.
الفيلم المصري والجريمة الأردنية عبرتا عن حقيقة التغلغل والبلطجة الإسرائيلية في العواصم العربية على حساب شعوبها التي لم تؤمن يومًا بإقامة سلام مع الاحتلال فاقتصرت المعاهدات على الرؤساء والملوك ورجال المال والاعمال.
سواء كانت السفارة الإسرائيلية في العمارة المصرية أو في الحارة الأردنية، فإنها كانت ومازالت على حساب الكرامة العربية والدماء والحقوق الوطنية، وهي صيغة عبرت عنها مغردة تونسية قالت فيها: إن "إسرائيل" استطاعت احتلال عواصم عربية لكنها لم تحتل فلسطين بعد"، في إشارة إلى أن مقاومة الاحتلال مستمرة في فلسطين مقابل الخضوع والاستسلام للإرادة الإسرائيلية في عواصم عربية.
فيلم القهر الجديد عنوانه: "دماء في السفارة" أبطاله شعوب مغلوب على أمرها حقوقها مهدورة وكرامتها منتهكة، بينما حارس الأمن زئيف ورئيسه نتنياهو يتمازحان، وفي أول سؤال، يستفسر "نتنياهو" من "زئيف" عما إذا تسنى له أن يحدد موعدا مع صديقته، فيرد الحارس بأن هناك متسعا من الوقت ليلتقي صديقته.
نهاية الفيلم يظهر ذوي الضحايا يبكون بصمت بينما زئيف وصديقته يتبادلان القُبلات وفي الخلفية يردد الشاعر احمد مطر:
لأن لساني حصاني كما علموني،
وأن حصاني شديد الإثارة،
وأن الإثارة ليست شطارة،
وأن الشطارة في ربط رأسي بصمتي،
وربط حصاني على باب تلك السفارة،
وتلك السفارة.
