لا يكاد يخلو خطاب لرئيس حكومة رام الله الدكتور سلام فياض من مصطلح "الجاهزية الوطنية"، ويفتخر الدكتور فياض أن شعبنا الفلسطيني استطاع انتزاع اعتراف دولي في نيسان الماضي باكتمال جاهزيته لإقامة الدولة، وانه بات يمتلك مؤسسات قوية وقادرة على إدارة الدولة ربما تفوق إمكانيات دول قائمة، وحذر الدكتور فياض من التشكيك في الانجازات التي حققها شعبنا الفلسطيني وخاصة جاهزيته الوطنية. لا أريد التشكيك في "جاهزيتنا الوطنية" ولكنني بصدق لست أرى أية مشاريع ضخمة تضاهي الانجازات في دول قائمة تم تحقيقها وانجازها على أرض الواقع، هذا إذا لم نقارن أنفسنا بدول متخلفة، وعملنا مقارنة لواقع السلطة الفلسطينية مع دول عربية مجاورة مثل الاردن ولبنان ومصر؟ فأين هي المشاريع التي انجزناها في السنوات الأربع الأخيرة ؟. على مدار ثلاثة أعوام وحكومة رام الله تعدنا بإقامة الدولة الفلسطينية بمجرد تحقيقنا للجاهزية الوطنية، حيث إن الدكتور سلام فياض تعهد بفرض دولة المؤسسات كأمر واقع على الاحتلال الصهيوني، ولكننا لاحظنا في الآونة الأخيرة تغييراً في "لهجة" الدكتور فياض، فهو الآن يشكك في جدوى الذهاب إلى الأمم المتحدة لانتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية ما لم توافق دولة الاحتلال (إسرائيل) على تلك الخطوة. كما سبق وقلت طالما تحدث الدكتور سلام فياض عن "جاهزيتنا الوطنية" ولكنه في نهاية المشوار ربط جاهزيتنا الوطنية بجاهزيتهم، حيث قال في آخر خطاب له "لقد أكملتم الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، وعلى العالم أن يظهر جاهزيته لإلزام (إسرائيل) بإنهاء احتلالها الذي يشكل العقبة الوحيدة أمام ولادة دولة فلسطين"، وهل كان هناك عقبة سوى الاحتلال الصهيوني أمام إقامة دولة فلسطين؟، وهل هناك عقبة سوى التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني، فأي جاهزية سيظهرها الغرب لإلزام (إسرائيل) بإنهاء احتلالها؟. لا شك أننا بحاجة لمن يفسر لنا ماذا تعنيه الجاهزية الوطنية، وما علاقتها بازدياد حالات الفقر والبطالة والإضرابات في الضفة الغربية، وإن اكتملت جاهزيتنا الوطنية وانتزعنا اعترافاً غربياً بذلك فلماذا تعجز السلطة عن دفع رواتب الموظفين أحياناً؟.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.